أحدكم المرأة و هو يخضب بالسّواد فليعلمها أنه يخضب» [1].
و روى الإمام أحمد و الترمذي و حسّنه و النّسائي و البيهقيّ و الدار قطني عن المغيرة بن شعبة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: أتيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما و لا تنظر إلا إلى وجهها و كفيها» [2].
و روى الإمام أحمد برجال ثقات و البزّار عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أرسل إلى أم سليم تنظر إلى جارية، فقال: شمّي عوارضها و انظري إلى عرقوبيها [3].
و روى الطبرانيّ عنه قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذا أراد خطبة امرأة بعث أمّ سليم تنظر إليها فشمّت أعقابها و بطون عراقيبها.
و روى الأئمة عن ابن عبّاس- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: كان الفضل بن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- رديف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يوم عرفة فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها و تنظر إليه، فجعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، و في رواية فجعل الفضل يلاحظ النّساء، و ينظر إليهن، و جعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يصرف وجهه بيده من خلفه مرارا و جعل الفضل يلحظ إليهن فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يا ابن أخي، هذا يوم من ملك فيه سمعه و بصره و لسانه، غفر له [4].
الثالث: في حكمه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في الخطبة:
روى الأئمة إلا الدّار قطنيّ عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه» [5].
الرابع: في خطبته (صلّى اللّه عليه و سلّم) في النّكاح:
روى أبو يعلى و الطبرانيّ برجال الصحيح عن ابن مسعود- رضي اللّه تعالى عنه-
و روى الأئمة عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال علّمنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خطبة الحاجة فيقول:
إن الحمد للّه نحمده، و نستعينه، و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد اللّه فلا مضل له، و من يضلّل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن
[2] أخرجه أحمد 4/ 246 و الدارمي 2/ 134 و الترمذي 3/ 397 (1087) و ابن ماجة 1/ 599 (1865) و النسائي 6/ 69 و ابن حبّان ذكره الهيثمي في الموارد ص 303 (1236).