responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 413

«أومن» بضم الهمزة ثم واو و قوله «عليه» هنا بمعنى اللّام أو الباء الموحدة و النكتة في التعبير بها تضمنها معنى الغلبة، أي يؤمن بذلك مغلوبا عليه بحيث لا يستطيع دفعه عن نفسه لكنه قد يجحد فيعاند، كما قال اللّه تعالى: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً [النمل/ 14] و قال الطّيبيّ: المجرور في «عليه» حال، أي مقلوبا عليه في التحدي، و موقع المثل موقعه من قوله‌ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ [البقرة/ 23] أي من صفته من البيان و علوّ الطبقة في البلاغة، و قوله: «و إنّما كان الّذي أوتيته و حيا» إلخ معناه معظم الذي أوتيته و إلّا فقد أوتي من المعجزات مالا ينحصر و المراد به القرآن و قد تقدّم أنّه المعجزة الباقية على وجه الدوام إلى يوم القيامة لبلوغه أعلى طبقات البلاغة و أقصى غايات الإعجاز، فلا يتأتى لأحد أن يأتي بأقصر سورة منه لجزالة تركيبه، و فخامة ترتيبه الخارج عن طوق البشر، و ليس المراد حصر معجزاته فيه و لا أنّه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدّمه، المراد به المعجزة العظمى التي اختصّه بها دون غيره، لأنّ كلّ نبي أعطي معجزة خاصة به لم يعطها بعينها غيره تحدّى بها قومه، و لذلك رتب على قوله: «و أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» يريد لاضطرار الناس إلى الإيمان به إلى يوم القيامة و ذكر ذلك على وجه الرجاء لعدم العلم بما في الأقدار السابقة و قيل المعنى أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعمارهم، فلم يشاهدها إلّا من حضرها و معجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، و خرق العادة في أسلوبه و بلاغته و إخباره بالمغيبات، فلا يمرّ عصر من الأعصار إلّا و يظهر فيه شي‌ء مما أخبر أنه سيكون يدل على صحة دعواه، و لهذا قال «و أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

قال الحافظ: هذا أقوى المحتملات و تكميله في الذي بعده.

و قيل: المعنى أنّ المعجزات الماضية كانت حسّيّة تشاهد بالأبصار كناقة صالح و عصا موسى، و معجزة القرآن تشاهد بالبصيرة مرّة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، و الذي يشاهد بعين العقل يشاهده كلّ من جاء بعد الأوّل مستمرا، قال الحافظ- (رحمه اللّه تعالى)-: و يمكن نظم هذه الأقوال كلها في كلام واحد، فإنّ محصلها لا ينافي بعضه بعضا، رتب (صلّى اللّه عليه و سلّم) قوله: «فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» على ما تقدّم من معجزة القرآن المستمرة لكثرة فائدته و عموم نفعه، لاشتماله على الدّعوة و الحجة و الإخبار بما سيكون فعمّ نفعه من حضر و من غاب و من وجد و من سيوجد، فحسن ترتيب الرجوى المذكورة على ذلك و هذه الرجوى قد تحقّقت فيه فإنّه أكثر الأنبياء تابعا و لا خلاف بين الفقهاء أنّ كتاب اللّه- عز و جل- معجز لم يقدر أحد على معارضته مع تحديهم بذلك قال تعالى‌ وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ‌ [التوبة: 6] فلو لا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست