responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 412

الباب الثاني في إعجاز القرآن و اعتراف مشركي قريش بإعجازه، و أنه لا يشبه شيئا من كلام البشر، و من أسلم لذلك‌

قال اللّه سبحانه و تعالى‌ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُ‌ [الإسراء/ 88] منهم العرب العاربة و أرباب البيان و تفانوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن من بلاغته و حسن نظمه و قوله‌ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ‌ [الإسراء: 88] جواب قسم محذوف‌ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء: 88] معينا على الإتيان بمثله، و لم يدرج الملائكة في الفريقين مع عجزهم أيضا عنه، لأنهما هما المتحدّيان، و من ثمّ تعجبت الجنّ من حسن نظمه و بلاغته البالغة أقصى درجاتها، فقالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ‌ [الجن: 1- 2]

و قال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ما من الأنبياء نبيّ إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، و إنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه اللّه- عزّ و جلّ- فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا» رواه الشيخان‌.

قال الحافظ- (رحمه اللّه)- قوله: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطى» هذا دالّ على أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) لا بد له من معجزة تقتضي إيمان من شاهدها بصدقه، و لا يضرّه من أصرّ على المعاندة قال ابن قرقول: «من» الأولى بيانية و الثانية زائدة، و «ما» موصولة أو نكرة موصوفة، و وقعت مفعولا ثانيا «لأعطى» و «مثله» مبتدأ آمن خبره، و الجملة صفة للنكرة صلة الموصول و الراجع إلى الموصول ضمير المجرور في «عليه» أي مغلوبا عليه في التحدّي و المباراة، و المراد بالآيات المعجزات و موقع المثل هنا موقعه في قوله‌ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ [البقرة/ 23] أي ممّا يبيّن عليه صفته في البيان و علوّ الطبقة في حسن النظم، و المثل يطلق و يراد به عين الشّي‌ء و ما يساويه، و المعنى أن كل نبي من الأنبياء قد أعطاه اللّه تعالى من المعجزات الدالة على نبوته الشي‌ء الذي من صفته، أنه إذا شوهد اضطر الشاهد إلى الإيمان به.

و تحريره: أنّ كلّ نبي اختص بما يثبت دعواه من خوارق العادات حسب زمانه، فإذا انقطع زمانه انقطعت تلك المعجزة فكانت تلقف ما صنعوا كقلب العصا ثعبانا في زمن موسى فخصّ كل نبي بما أثبت به دعواه من خوارق العادات المناسبة لحال قومه، و إخراج اليد بيضاء و إنما كان كذلك، لأنه الغالب في زمانه السحر، إذ كان ماشيا عند فرعون فأتاهم بما هو فوقه فاضطرّهم إلى الإيمان به و لم يقع ذلك لغيره، و في زمن عيسى الطب، فجاءهم بما هو أعلى منه من إبراء الأكمه و الأبرص بما ليس في قدرة بشر و هو إحياء الميّت، و أمّا النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأرسله في العرب العرباء أصل الفصاحة و البلاغة و تأليف الكلام على أعلى طبقاتها و محاسن بدايتها باسم القرآن فأعجزهم عن الإتيان بأقصر سورة منه و قوله «آمن» وقع في رواية حكاها ابن قرقول‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست