responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 406

و خرج أيضا بأمن المعارضة، السحر المقرون بالتّحدّي، فإنّه تمكن معارضته بمثله من المرسل إليهم.

الرابع:

أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها، فلو قال مدعي الرسالة آية نبوتي أن تنطق يدي أو هذه الدابة، فنطقت يده أو الدابة بكذبه، فقالت: كذب و ليس هو نبي، فإن الكلام الذي خلقه اللّه- عز و جل- دالّ على كذب ذلك المدّعي، لأن ما فعله اللّه تعالى لم يقع على وفق دعوى المدّعي كما روي أن مسلمة الكذاب لعنه اللّه تعالى، تفل في بئر ليكثر ماؤها فغارت، و ذهب ما فيها من الماء.

فمتى اختل شرط من هذه الشروط لم تكن معجزة، و لا يقال: قضية ما قلتم أنّ ما توفرت فيه الشروط الأربعة من المعجزات، لا يظهر إلا على أيدي العارفين، و ليس كذلك أن المسيخ الدجّال يظهر على يديه من الآيات العظام ما هو مشهور كما وردت به الأخبار الصحيحة، لأن ما ذكره فيمن يدعي الرسالة، و هذا يدعي الربوبية و قد قام الدليل العقلي على أن بعثته بعض الخلق غير مستحيل، فلم يبعد أن يقيم اللّه- عز و جل- الأدلة على صدق مخلوق أتى عنه بالشرع و الملة و دلت القواطع على كذب المسيخ الدجال فيما يدعيه للتغير من حال إلى حال، و غير ذلك من الأوصاف التي تليق بالمحدثات، و يتعالى عنها ربّ البريات- سبحانه و تعالى- و ها هنا فصول من كلام القاضي- (رحمه اللّه تعالى)-.

الفصل الأول و يؤخر هذا عنه الفصل الثاني.

قال القاضي- (رحمه اللّه تعالى)-: اعلم أن اللّه- عز و جل- قادر على خلق المعرفة في قلوب عباده، و العلم بذاته أي كونها موجودة و أسمائه الحسنى الدالة على أحسن المعاني، و صفاته و جميع تكليفاته التي ألزمها عباده، فيعلمون أن لهم ربا موجودا ذا أسماء و صفة كمال ابتداء دون واسطة، لو شاء خلق ذلك فيهم ابتداء بلا مرشد إليه و مبين لهم إياه كما حكي عن سنة بعض الأنبياء إذ خلق فيهم ذلك إلهاما أو إلقاء في الرّوع أو رؤيا، كما رأى إبراهيم مناما يذبح ولده و رؤياهم وحي و ذكره بعض أهل التفسير في قوله تعالى‌ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‌ [الشورى 51] أي وحي إلهام أو رؤيا بشهادة وَ أَوْحَيْنا إِلى‌ أُمِّ مُوسى‌ أَنْ أَرْضِعِيهِ‌ أي يلقيه في قلبها دون واسطة و كما هو تعالى قادر على خلق ما ذكر في قلوبهم ابتداء بدون واسطة جائز أن يوصل إليهم جميع ذلك بواسطة تبلّغهم ما أمر بتبليغه إليهم مما يدل على ذلك من كلام يهدى إليه، و يكون ذلك الواسطة، إما بغير البشر كالملائكة مع الأنبياء- (عليهم السلام)- يوحون إليهم ما أرسلوا به أو من جنسهم كالأنبياء مع الأمم ينبئونهم ما أنزل إليهم، و لا مانع لهذا الذي ذكر يمنع وصوله إلى عباده بواحدة من حالتي‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست