responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 405

الأميّ أنه لا يأمر بخير إلا كان أوّل آخذ به، و لا ينهى عن شي‌ء إلا كان أوّل تارك له و أنّه يغلب فلا يبطر، و يغلب فلا يفجر، و يفي بالعهد و ينجز الوعد، و أشهد أنّه نبي جمّلته هذه المحاسن، فتأمله لها على الإقرار بنبوّته.

و قال نفطويه في قوله تعالى‌ يَكادُ زَيْتُها يُضِي‌ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ [النور/ 35] هذا مثل ضربة اللّه تعالى لنبيه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: يكاد منظره يدل على نبوته و إن لم يتل قرآنا كما قال ابن رواحة- رضي اللّه تعالى عنه-.

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة* * * لكان منظره ينبيك بالخبر

قال المحققون: المعجزة هي الأمر الخارق للعادة المقرون بالتّحدّي الدّالّ على صدق الأنبياء- (عليهم الصلاة و السلام)- الواقع على وفق دعوى المتحدّى بها مع أمن المعارضة و سميت معجزة لعجز البشر عن الإتيان بمثلها فعلم أن لها شروطا:

أحدها:

أن تكون خارقة للعادة كانشقاق القمر، و انفجار الماء من بين الأصابع، و قلب العصا حية، و إخراج ناقة من صخرة، فخرج غير الخارق للعادة كطلوع الشمس كل يوم.

الثاني:

أن تكون مقرونة بالتّحدّي، و لم يشترط بعضهم التحدي، قال: لأن أكثر الخوارق الصادرة من النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) خالية من التحدي، و على القول بالتحدي يسمى معجزة و ذلك باطل، و أجيب بأنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لما ادّعى النبوة استجيب على هذا الخارق دعوى النبوة من حين ابتداء الدعوة فكلما وقع له من الخوارق كان معجزة لاقترانه بدعوى النبوة حكما و كأنه يقول في كل وقت أنا رسول اللّه إلى الخلق، و أنه يقول في كل وقت وقع فيه الخارق للعادة هذا دليل صدقي ذكره الشيخ كمال الدين بن الهمام في المسايرة و تلميذ الشيخ كمال الدين بن أبي شريف في شرحهما.

الثالث:

أن لا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدّي مع أمن المعارضة، و هو أحسن من التعبير بعدم المعارضة، لأنه لا يلزم من عدم المعارضة امتناعها، و الشرط إنما هو عدم إمكانها و خرج بقيد «التحدي» الخارق من غير تحدّ، و هو الكراهة للوليّ، و بالمقارنة الخارق المتقدم على التحدّي كإظلال الغمام وشق الصدر الواقعين لنبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم) قبل دعوى الرسالة، و كلام عيسى (صلّى اللّه عليه و سلّم) في المهد، فإنها ليست معجزات و إنما هي كرامات ظهورها على الأولياء جائز، و الأنبياء قبل نبوتهم لا يقتصرون عن درجة الأولياء فيجوز ظهورها عليهم أيضا، و حينئذ يسمى إرهاصا أي تأسيسا للنبوة، و خرج أيضا بالمقارن المتأخر عن التحدي بما يخرجه عن المقارنة العرفيّة، نحو ما رؤي بعد وفاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) من نطق بعض الموتى بالشهادتين، بما تواترت به الأخبار.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست