responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 31

أعرفها كما أعرف (بعض) [1] أهلي ذهبت مني يوم زغابات فعوّضته ستّ بكرات، فظلّ ساخطا، لقد هممت أن لا أقبل هديّة إلا من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ أو دوسيّ و في لفظ:

فسمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على المنبر يقول «يهدي أحدكم فأعوّضه بقدر ما عندي ثم يسخطه و ايم اللّه لا أقبل بعد عامي هذا هدية إلا من قرشي أو أنصاريّ أو ثقفي أو دوسي» و رواه أبو داود و النّسائيّ‌ مختصرا [1].

و روى أبو يعلى عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول «لا أقبل هديّة من أعرابي»

فجاءته أم سنبلة الأعرابيّة، الحديث المتقدم أول الباب.

و روى الإمام أحمد و الطبرانيّ و ابن أبي شيبة عن يعلى بن مرّة الثقفيّ- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال‌ لرجل: «هب لي هذا البعير أو بعنيه» قال: هو لك يا رسول اللّه، فوسمه سمة الصّدقة ثم بعث به [2].

تنبيهات‌

الأول: عياض، بكسر العين المهملة و تخفيف المثناة التحتية و بضاد معجمة، ابن حمار،- بكسر الحاء المهملة و تخفيف الميم- في رده (صلّى اللّه عليه و سلّم) هديته مع قبوله لهدية غيره من الكفّار مخالفة، قال الخطابي: يشبه أن يكون الحديث منسوخا، لأنّه قبل هدية غير واحد من المشركين، و أهدى له المقوقس مارية و البغلة و أهدى له البدر دومة فقبل منهما، فقيل إنما ردّ هديتّه، ليغيظه بردها، فيحمله على الإسلام و قيل: ردها لأن المهدى موضعا من القلب و قد روي. تهادوا تحابّوا، و لا يجوز (عليه الصلاة و السلام)- أن يميل بقلبه إلى مشرك فردها قطعا لسبب الميل و ليس ذلك مخالفا لقبوله هديّة المقوقس و البدر و مارية و دومة و نحوهما، لأنهم أهل كتاب و ليسوا بمشركين، و قد أبيح له طعام أهل الكتاب و نكاحهم، و ذلك خلاف حكم أهل الشرك، و قال البيهقي: يحتمل ردّ هديته التّحريم و يحتمل قصد به التنزيه، و الأخبار في قبول هداياهم أصحّ و أكثر، و قال الحافظ: جمع الطّبري بين هذه الأحاديث بأن الامتناع فيما أهدى له خاصة، و القبول فيما أهدي للمسلمين و فيه نظر، لأن جملة أدلة الجواز ما وقفت الهدية له خاصّة، و جمع غيره بأن الامتناع في حق من يريد بهديته و الموالاة و القبول في حق من يرجى بذلك تأنيسه و تأليفه على الإسلام، و هذا أقوى من الأول، و قيل: يحمل القبول في حق من كان من أهل الكتاب و الرّدّ على من كان من أهل الأوثان، و قيل: يمتنع ذلك لغيره من‌


[1] أخرجه أبو داود 3/ 807 (3537) و الترمذي 5/ 730 (3945) و النسائي 6/ 280 و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1145) و أحمد 2/ 292.

[2] انظر المجمع 4/ 156.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست