responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 20

الباب الثامن في استدانته- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- برهن و بغيره و حسن وفائه‌

و روى إسحاق و ابن أبي شيبة و الطّبرانيّ و البزّار عن أبي رافع- رضي اللّه عنه- قال: نزل برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ضيف، فبعثني إلى يهوديّ، فقال: قل له: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: بعني أو أسلفني إلى رجب، فأتيته، فقلت له ذلك، فقال: و اللّه، لا أبيعه و لا أسلفه إلا برهن، فأتيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأخبرته، فقال: و اللّه، لو باعني أو أسلفني إني لأمين في السماء، أمين في الأرض، اذهب بدرع الحديد إليه،

قال: فنزلت هذه الآية فيه، تعزية للنّبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌ وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا [1].

و روى الطّبرانيّ برجال الصّحيح عن أبي حميد السّاعديّ- رضي اللّه تعالى عنه- قال‌ استسلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من رجل تمر لون، فلما جاء يتقاضاه، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ليس عندنا اليوم من شي‌ء، فلو تأخّرت عنّا حتى يأتينا شي‌ء، فنقضيك، فقال الرجل: وا غدراه! فقام له عمر، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «دعه يا عمر فإن لصاحب الحقّ مقالا»، انطلق إلى خولة بنت حكيم الأنصاريّة، فالتمسوا عندها تمرا، فانطلقوا، فقالت يا رسول اللّه، ما عندنا إلا تمر الذخيرة، فأخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: خذوا فاقضوا فلما قضوه، أقبل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: استوفيت؟ قال: نعم، أوفيت و أطيبت، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إنّ خيار عباد اللّه من هذه الأمة الموفون الطّيّبون» [2].

و روى الإمام أحمد و النّسائيّ و ابن ماجة عن أبي عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزوميّ- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) استلف منه حين غزا حنينا ثلاثين ألفا أو أربعين ألفا و في لفظ أحمد: ثمانين ألفا أو أربعين ألفا، فلما قدم قضاها إياه ثم قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بارك اللّه في أهلك و مالك، إنما جزاء السّلف الوفاء و الحمد و رواه ابن أبي عمر، و ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه عن جدّه‌ أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) استلف [3].

.. فذكره.

و روى الإمامان الشافعيّ و أحمد و الشّيخان و الأربعة إلا أبا داود عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان لرجل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) دينار و في لفظ سنّ من الإبل، فجاءه يتعاطاه، فأغلظ لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتّى همّ به و في لفظ: فهمّ به بعض أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال:

«دعوه فإنّ لصاحب الحقّ مقالا»، فأعطوه فطلبوا سنّا فلم يجدوا إلا سنا فوقها و في لفظ «خيرا


[1] انظر الدرّ المنثور (4/ 313) و عزاه لابن أبي شيبة و ابن راهويه و ابن أبي حاتم و ابن مردويه.

[2] تقدم.

[3] أخرجه النسائي 6/ 437 و ابن ماجة (2424) و أحمد 4/ 36 و ابن السني 272 و أبو نعيم في الحية 7/ 111 8/ 375 و البيهقي في السنن الكبرى 5/ 335 و البخاري في التاريخ 5/ 10.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست