فقضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أن الولاء لمن أعتق و خيرها فاختارت نفسها و أمرها أن تعتد و تصدق عليها بصدقة فأهدت إلى عائشة منها فسألت عائشة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «هو عليها صدقة و لنا هدية» [1].
و روى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «أيما أمة كانت تحت عبد فعتقت فهي بالخيار ما لم يطأها زوجها».
الثالث: في الخلع:
روى البخاري و النسائي و ابن ماجة و الدار قطني عن ابن عباس و الأئمة الثلاثة و أبو داود و النسائي عن حبيبة بنت سهل و أبو داود عن عائشة و الإمام أحمد عن سهل بن أبي خيثمة و ابن ماجة عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خرج لصلاة الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس فقال (عليه الصلاة و السلام) «من هذه؟» فقالت أنا حبيبة بنت سهل يا رسول اللّه فقال: «ما شأنك؟» فقالت: لا أنا و لا ثابت بن قيس لزوجها، فلما جاء زوجها قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هذه حبيبة بنت سهل فذكرت ما شاء اللّه أن تذكر فقالت حبيبة يا رسول اللّه كل ما أعطاني عندي فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «خذ منها» فأخذ منها و جلست في أهلها و في رواية عكرمة قال لها (عليه الصلاة و السلام) «أ تردين عليه حديقته؟» قالت نعم [2].
الرابع: في الرجعة:
روى الإمام مالك أن بريدة عتقت فخيرها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فاختارت نفسها فقال لها- (عليه الصلاة و السلام)- «لو راجعتيه» قالت يا رسول اللّه أ بأمر منك؟ قال: «لا، إنما أنا شافع» فقالت: لا حاجة لي به [3].
و روى الإمام مالك و الشيخان أن رفاعة طلق زوجته في عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ثلاثا فنكحت عبد الرحمن بن الزبير فأعرض عنها و لم يمسها ففارقها و أرادت الرجوع إلى رفاعة فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عسيلتك و تذوقي عسيلته» [4].
[2] أخرجه البخاري 9/ 395 (5273) و أحمد 6/ 434 (436) و أبو داود (2227) و ابن ماجة (2056) (2057) (4238) و أحمد 4/ 3 و انظر المجمع 5/ 4 و الدار قطني 3/ 255 و البيهقي 7/ 313 و انظر نصب الراية 3/ 244، 245 و النسائي 6/ 169 و عبد الرزاق (11759) و أحمد 4/ 3.
[3] أخرجه مالك في الموطأ (1) و انظر اتحاف السادة المتقين 6/ 274.
[4] أخرجه البخاري 5/ 249 (2639) و مسلم 2/ 1055 (111/ 1433).