روى البزار بسند لا بأس و البيهقي و الخطيب في المتفق و المفترق عن الضحاك بن قيس، قال الحافظ المنذري: لكنّ الضحاك مختلف في صحبته، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إن اللّه- تبارك و تعالى- يقول: «أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي.
يا أيّها الناس، أخلصوا أعمالكم، فإن اللّه تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، و لا تقولوا:
هذا للّه، و هذا للرّحم، فإنها للرّحم و ليس للّه منها شيء، و لا تقولوا هذا للّه، و لوجوهكم، فليس للّه فيها شيء» و رواه البغوي و الدار قطني و ابن عساكر و الضياء [1].
العاشر:
و روي عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «إن اللّه تعالى كتب الحسنات و السيئات، ثم بيّن ذلك فمن همّ بحسنة، فلم يعملها كتبها اللّه تعالى عنده حسنة كاملة، فإذا همّ بها فعملها كتبها اللّه عنده عشر حسنات إلى ستمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، و من همّ بسيئة واحدة، فلم يعملها كتبها اللّه عنده حسنة كاملة، و إن عملها كتبها اللّه سيئة واحدة»، زاد في رواية: «و محاها» «و لا يهلك على اللّه إلا هالك»
روى الشيخان عن أبي هريرة و ابن عبّاس- رضي اللّه تعالى عنهم- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «يقول اللّه عز و جل: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتّى يعملها، فإن عملها فاكتبوها عليه بمثلها، و إن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، و إن أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة»،
و في لفظ لمسلم: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، و من همّ بحسنة فعملها كتب له إلى سبعمائة ضعف، و من همّ بسيئة لم تكتب عليه، و إن عملها كتبت»
و في لفظ له: قال عن محمد (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال اللّه- عز و جل-: «إذا تحدّث عبدي أن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها، فإن عملها فأنا أكتبها له عشر أمثالها، و إذا تحدث أن يعمل سيئة، فأنا أغفر له ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها فإن تركها فأنا أكتبها له حسنة» [3].
الحادي عشر:
روى البيهقي في الشعب و ابن النجار عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: إن اللّه تعالى يقول: «إني لأهمّ بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمّار بيوتي و المتحابين فيّ و المستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم» [4].
[2] أخرجه البخاري 8/ 128 و مسلم في كتاب الإيمان (208) و أحمد 1/ 310، 360 و انظر تفسير ابن كثير 1/ 504.
[3] انظر صحيح مسلم 1/ 145 (259/ 162) و أحمد 1/ 279، 361، 411، 2/ 234 و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (31) و أبو عوانة (1/ 84، 128) و الطبراني في الكبير 12/ 161 و أبو نعيم في الحلية 10/ 394.
[4] أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1379 و انظر جمع الجوامع (5292) و القرطبي 4/ 39.