و روى البخاري و النّسائي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: جاء رجل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحيّ والداك؟ قال: نعم، فقال:
و روى الطبراني عن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه تعالى عنهما- قال جاء رجل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: أريد أن أبايعك على الجهاد، فقال: أحيّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد [3].
و روى الطبراني برجال الصحيح عن ابن عمر أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «إذا كان الغزو على باب البيت فلا تذهب إلا بإذن أبويك».
الثالث: في أنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان إذا أراد الغزو إلى موضع ورّى بغيره [4]:
و روى الشيخان عن كعب بن مالك- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قلّما يريد غزوة يغزوها إلّا ورّى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في حر شديد، و استقبل سفرا بعيدا أو مغازا و استقبل غزو عدو كثير فجلى المسلمين أمر هذه، ليتهابوا أهبة غزوهم و أخبرهم بوجه الذي يريده [5]. و رواه ابن ماجة عنه بلفظ: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذا غزا ناحية ورّى بغيرها [6].
الرابع: في آدابه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذا لم يغز بنفسه:
روى الإمام أحمد عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قالا: مشى معهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى بقيع الغرقد، ثم وجّههم، ثم قال: انطلقوا على اسم اللّه، ثم قال اللهم أعنهم