يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، و يصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة و الشمس حيّة- قال سيار بن سلامة: و نسيت ما قال في المغرب- و كان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، و كان يكره النّوم قبلها و الحديث بعدها و كان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، و يقرأ بالسّتين إلى المائة» [1].
و روى الإمام أحمد، و الشيخان، و أبو داود، و النسائي، عن جابر بن عبد الله- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يصلي الظّهر بالهاجرة و العصر و الشمس نقية و المغرب إذا وجبت الشمس و العشاء أحيانا و أحيانا إذا رآهم اجتمعوا عجل، و إذا رآهم أبطأوا أخّر، و الصبح كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يصليها بغلس» [2].
و روى الإمام أحمد، و النسائي، عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يصلي الظهر إذا زالت الشمس، و يصلي العصر بين صلاتيكم هاتين، و يصلي المغرب إذا غابت الشمس، و يصلي العشاء إذا غاب الشّفق- قال: على أثره- و يصلي الفجر إلى أن ينفسح البصر» [3].
و روى عبد بن حميد عنه قال: كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يصلي الظهر حين تزول الشمس، و يصلي العصر حين تكون الشمس بيضاء نقية، و يصلي المغرب حين تغرب الشمس، و يمسي بالعشاء، و يقول: «احترسوا و لا تناموا»، و يصلي الفجر حين يغشى النور السماء [4].
النوع الثاني: في مواقيتها على سبيل الانفراد و تعجيلها:
و فيه أنواع:
الأول: في تعجيل الصلاة مطلقا.
روى الدارقطني، عن جابر- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «لم يكن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يؤخر الصلاة لطعام و لا غيره» [5].
و روى أيضا عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: ما صلّى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- الصلاة لآخر وقتها الآخر حتى قبضه اللّه تعالى [6].
[1] أخرجه البخاري (2/ 26) (541) (547) (771) و مسلم (1/ 447) (235/ 647، 236/ 647، 237/ 647).
[2] أخرجه البخاري (2/ 47) (565) و مسلم (1/ 446) (233/ 646) و أحمد 3/ 369.