responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 44

و ذكر ابن عقبة (رحمه اللّه تعالى) أنه صلى الركعتين في موضع مسجد التنعيم. قال أبو هريرة رضي اللّه تعالى عنه، كما في الصحيح [1]: «فكان خبيب رضي اللّه تعالى عنه أول من سنّ هاتين الركعتين عند القتل» انتهى. ثم قال خبيب: «اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا». قال معاوية بن أبي سفيان: «لقد حضرت مع أبي سفيان، فلقد رأيتني و إن أبا سفيان ليضجعني إلى الأرض فرقا من دعوة خبيب». و كانوا يقولون إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه. و قال حويطب بن عبد العزّى: و أسلم بعد ذلك: «لقد رأيتني أدخلت إصبعي في أذنيّ و عدوت هاربا فرقا أن أسمع دعاءه»، و كذلك قال جماعة منهم.

فلما صلى الركعتين جعلوه على الخشبة ثم وجّهوه إلى المدينة و أوثقوه رباطا، ثم قالوا له: «ارجع عن الإسلام نخل سبيلك». قال: «لا و اللّه ما أحب أني رجعت عن الإسلام و أن لي ما في الأرض جميعا». قالوا: «أ فتحب أن محمدا في مكانك و أنت جالس في بيتك؟» قال: «لا و اللّه ما أحب أن يشاك محمد شوكة و أنا جالس في بيتي». فجعلوا يقولون: «ارجع يا خبيب».

فقال: «لا أرجع أبدا». قالوا: «أما و اللات و العزّى» لئن لم تفعل لنقتلنّك. فقال: «إن قتلى في اللّه لقليل». ثم قال: «اللهم إني لا أرى إلا وجه عدو، الله إنه ليس هنا أحد يبلّغ رسولك عني السلام، فبلّغه أنت عني السلام». فلما رفع على الخشبة استقبل الدعاء. و روى محمد بن عمر عن أسامة بن زيد رضي اللّه تعالى عنهما أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان جالسا في أصحابه فأخذته غمية كما كانت تأخذه فلما نزل عليه الوحي سمعناه يقول: «و (عليه السلام) و رحمة اللّه و بركاته». ثم قال: «هذا جبريل يقرئني من خبيب السلام».

و في رواية أبي الأسود عن عروة: «فجاء جبرئيل إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فأخبره فأخبر أصحابه بذلك». قال ابن عقبة (رحمه اللّه تعالى): فزعموا أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال ذلك اليوم و هو جالس:

«و عليك السلام، خبيب قتلته قريش».

ثم دعا المشركون أربعين ولدا ممن قتل آباؤهم ببدر كفّارا، فأعطوا كل غلام رمحا و قالوا:

هذا الذي قتل آباؤكم، فطعنوه برماحهم طعنا خفيفا فاضطرب على الخشبة، فانقلب فصار وجهه إلى الكعبة، فقال: «الحمد للَّه الذي جعل وجهي نحو قبلته التي رضي لنفسه» ثم قتلوه (رحمه اللّه تعالى).

و في حديث أبي هريرة: «ثم قام إليه أبو سروعة»- و اسمه كما في الصحيح في غزوة بدر عن أبي هريرة، و جزم جماعة من أهل النسب أنه أبو سروعة أخو عقبة بن الحارث، و أسلم‌


[1] أخرجه البخاري (4086).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست