responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 43

و روى البخاري عن بعض بنات الحارث بن عامر، قال خلف في الأطراف: اسمها زينب، و ابن إسحاق و محمد بن عمر عن ماويّة قالت زينب: «ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب و ما بمكة يومئذ ثمرة، و إنه لموثق في الحديد، و ما كان إلا رزقا رزقه اللَّه تعالى خبيبا».

و قالت ماويّة: «اطلعت عليه من صير الباب و إنه لفي الحديد و إن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرّجل يأكل منه و ما أعلم في أرض اللَّه تعالى عنبا يؤكل». زاد محمد بن عمر:

كان خبيب يتهجّد بالقرآن فكان يسمعه النساء فيبكين و يرفقن عليه.

فلما انسلخت الأشهر الحرم، و أجمعوا على قتله قالت ماوية كما عند محمد بن عمر:

«فأتيته فأخبرته فو اللَّه ما اكترث بذلك». و قال: «ابعثني بحديدة أستصلح بها». قالت: «فبعثت إليه بموسى مع أبي حسين بن الحارث». قال محمد بن عمر: و كانت تحضنه و لم يكن ابنها.

فلما ولّى الغلام قلت: «و اللَّه أدرك الرجل ثأره، أيّ شي‌ء صنعت؟ بعثت هذا الغلام بهذه الحديدة، فيقتله و يقول: رجل برجل». فلما ناوله الحديدة أخذها من يده ثم قال: «لعمرك أما خافت أمك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة؟» ثم خلّى سبيله. فقلت: «يا خبيب إنما أمنتك بأمانة اللَّه» فقال خبيب: «ما كنت لأقتله و ما نستحلّ في ديننا الغدر».

و في الصحيح عن أبي هريرة [1]: « [فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا قتله‌] استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحدّ بها فأعارته، قالت فغفلت عن صبي لي حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذلك مني، و في يده الموسى. فقال:

«أ تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء اللَّه». قال الحافظ: و الجمع بين الروايتين أنه طلب الموسى من كل منهما، و كان الذي أوصله إليه ابن أحدهما. و أما ابن الذي خشيت عليه حين درج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فهذا غير الذي أحضر إليه الحديدة. و اللَّه تعالى أعلم.

فأخرجوه في الحديد حتى انتهوا به إلى التنعيم، و خرج معه النساء و الصبيان و العبيد و جماعة من أهل مكة. فلم يتخلّف أحد إمّا موتور فهو يريد أن يتشفّى بالنظر من وتره، و إما غير موتور فهو مخالف للإسلام و أهله. فلما انتهوا به إلى التنعيم أمروا بخشبة طويلة فحفروا لها.

فلما انتهوا بخبيب إليها قال: «هل أنتم تاركي فأصلّي ركعتين؟» قالوا: نعم. فركع ركعتين أتمّهما من غير أن يطوّل فيهما. ثم أقبل على القوم فقال: «أما و اللَّه لو لا أن تظنوا أني إنما طوّلت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة».


[1] أخرجه البخاري (4086).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست