responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 454

ذكر الآية في التمر و الأقط الذي جاء بهما بلال بتبوك‌

روى محمد بن عمر [1] عن شيوخه قالوا: قال رجل من بني سعد هذيم: جئت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و هو جالس بتبوك في نفر فقال «يا بلال أطعمنا». فبسط بلال نطعا ثم جعل يخرج من حميت له فأخرج خرجات بيده من تمر معجون بسمن و أقط، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-:

«كلوا» فأكلنا حتى شبعنا، فقلت: يا رسول اللّه، إن كنت لآكل هذا وحدي، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «الكافر يأكل في سبعة أمعاء و المؤمن يأكل في معاء واحد»، ثم جئت في الغد متحينا لغدائه لأزداد في الإسلام يقينا، فإذا عشرة نفر حوله فقال: «هات أطعمنا يا بلال» فجعل يخرج من جراب تمرا بكفه قبضة قبضة فقال: «أخرج و لا تخش من ذي العرش إقلالا» فجاء بالجراب و نشره. فقال: فحزرته مدّين، فوضع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يده على التّمر و قال: «كلوا باسم اللّه» فأكل القوم و أكلت معهم، و أكلت حتى ما أجد له مسلكا. قال: و بقي على النطع مثل الذي جاء به بلال كأنا لم نأكل منه تمرة واحدة. قال: ثم غدوت من الغد و عاد نفر فكانوا عشرة أو يزيدون رجلا أو رجلين. فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «يا بلال أطعمنا» فجاء بلال بذلك الجراب بعينه، أعرفه، فنثره، و وضع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يده عليه و قال: «كلوا باسم اللّه» فأكلنا حتى نهلنا ثم رجع مثل الذي صبّ ففعل ذلك ثلاثة أيام.

قصة أخرى:

روى محمد بن عمر، و أبو نعيم، و ابن عساكر عن عرباض بن سارية- رضي اللّه عنه- قال: كنت ألزم باب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في الحضر و السفر، فرأيتنا ليلة و نحن بتبوك و ذهبنا لحاجة فرجعنا إلى منزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و قد تعشى و من معه من أضيافه، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يريد أن يدخل قبته- و معه زوجته أم سلمة- فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته، فطلع جعال بن سراقة و عبد اللّه بن مغفّل المزنيّ فكنّا ثلاثة كلنا جائع إنما نغشى باب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فدخل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- البيت فطلب شيئا نأكله فلم يجده، فخرج إلينا فنادى: «يا بلال هل من عشاء لهؤلاء النفر» فقال: و الذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا و حمتنا، قال: «انظر عسى أن تجد شيئا»، فأخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا، فتقع التمرة و التمرتان حتى رأيت في يده سبع تمرات، ثم دعا بصحفة فوضع التمر فيها، ثم وضع يده على التّمرات، و سمّى اللّه- تعالى- فقال: «كلوا باسم اللّه» فأكلنا، فحصيت أربعا و خمسين تمرة، أعدّها عدّا و نواها في يدي الأخرى، و صاحباي يصنعان مثل ما أصنع، و شبعنا، فأكل كل واحد منّا خمسين تمرة، و رفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي. فقال: «يا بلال ارفعها فإنّه لا يأكل منها أحد إلّا نهل شبعا» فلما أصبح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- صلى صلاة الصبح‌




[1] المغازي للواقدي 3/ 1017.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست