responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 455

ثم انصرف إلى فناء قبّته فجلس و جلسنا حوله، فقرأ من «المؤمنون» عشرا فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «هل لكم في الغذاء؟» قال عرباض: فجعلت أقول في نفسي أي غداء، فدعا بلالا بالتمرات، فوضع يده عليهن في الصحفة، ثم قال: «كلوا بسم اللّه فأكلنا- فو الذي بعثه بالحق- حتى شبعنا و إنا لعشرة، ثم رفعوا أيديهم منها شبعا و إذا التمرات كما هي، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «لو لا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذا التمر حتى نرد المدينة عن آخرنا»، و طلع عليهم غلام من أهل البدو فأخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- التّمرات فدفعها إليه فولى الغلام يلوكهن‌

[1].

ذكر طوافه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على الناس بتبوك‌

قال شيوخ محمد بن عمر: كان رجل من بني عذرة يقال له عدي يقول: جئت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بتبوك فرأيته على ناقة حمراء يطوف على الناس، يقول «يا أيها الناس، يد اللّه فوق يد المعطي و يد المعطي الوسطى، و يد المعطي السّفلى، أيها الناس فتغنوا و لو بحزم الحطب اللهم هل بلغت» ثلاثا فقلت: يا رسول اللّه إن امرأتيّ اقتتلتا، فرميت إحداهما فرمي في رميتي- يريد أنها ماتت- فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «تعقلها و لا ترثها» فجلس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في موضع مسجده بتبوك فنظر نحو اليمين، و رفع يده يشير إلى أهل اليمن فقال «الإيمان يمان» و نظر نحو الشرق فأشار بيده إن الجفاء و غلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر من نحو المشرق حيث يطلع الشيطان قرنيه‌

[2].

ذكر إخباره- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بموت عظيم من المنافقين لما هبت ريح شديدة

قال محمد بن عمر (رحمه اللّه تعالى): و هاجت ريح شديدة بتبوك فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «هذا لموت منافق عظيم النفاق» [3] فقدموا المدينة فوجدوا منافقا عظيم النفاق قد مات.

و روى محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: «قدم على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- نفر من سعد هذيم فقالوا: يا رسول اللّه، إنا قدمنا إليك و تركنا أهلنا على بئر لنا قليل ماؤها، و هذا القيظ، و نحن نخاف إن تفرقنا أن نقتطع، لأن الإسلام لم يفش حولنا بعد، فادع اللّه تعالى لنا في مائها، فإنا إن روينا به فلا قوم أعز منّا لا يعبر بنا أحد مخالف لديننا. فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ابغوا لي‌




[1] المغازي للواقدي 3/ 1017.

[2] المغازي 3/ 1017.

[3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 341.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست