responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 445

و بايعت باليمنى يدي لمحمّد* * * فلم أكتسب إثما و لم أغش محرما

تركت خضيبا في العريش و صرمة* * * صفايا كراما بسرها قد تحمّما

و كنت إذا شكّ المنافق أسمحت‌* * * إلى الدين نفسي شطره حيث يمّما

ذكر إخباره- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بما قاله جماعة من المنافقين الذين خرجوا معه‌

قال محمد بن إسحاق، و محمد بن عمر- (رحمهم اللّه تعالى)- كان رهط من المنافقين يسيرون مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لم يخرجوا إلا رجاء الغنيمة منهم: وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف.

و الجلاس بن سويد بن الصامت.

و مخشّن بالنون- قال أبو عمرو و ابن هشام مخشي بالتحتية- ابن حميّر من أشجع، حليف لبني سلمة، زاد محمد بن عمر: و ثعلبة بن حاطب.

فقال بعضهم لبعض، عند محمد بن عمر: فقال ثعلبة بن حاطب: أ تحسبون جلاد بني الأصفر كجلاد العرب بعضهم بعضا، لكأني بكم غدا مقرنين في الحبال، إرجافا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و إرهابا للمؤمنين.

و قال الجلاس بن عمرو، و كان زوج أم عمير، و كان ابنها عمير يتيما في حجره: و اللّه لئن كان محمد صادقا لنحن شرّ من الحمير، فقال عمير: فأنت شرّ من الحمير، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- صادق و أنت الكاذب، فقال مخشّن بن حميّر: و اللّه لوددت أن أقاضي على أن يضرب كلّ رجل منّا مائة جلدة، و إننا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه!!.

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لعمّار بن ياسر-: «أدرك القوم فإنهم قد اخترقوا، فاسألهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا و كذا»

[1] فانطلق عمّار إليهم فقال لهم ذلك، فأتوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على ناقته و قد أخذ وديعة بن ثابت بحقبها و رجلاه تسفيان الحجارة و هو يقول: يا رسول اللّه إنما كنا نخوض و نلعب، فأنزل اللّه تعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ قُلْ أَ بِاللَّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ‌ [التوبة 65، 66] و حلف الجلاس ما قال من ذلك شيئا، فأنزل اللّه سبحانه و تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ‌ [التوبة 74].


[1] انظر المغازي للواقدي 3/ 1003، و الدر المنثور للسيوطي 3/ 254.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست