responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 444

خرجت فلما كنت بذي المروة أذمّ بي فتلوّمت عليه يوما فلم أر به حركة، فأخذت متاعي فحملته. قال ابن مسعود: و أدرك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في بعض منازله،

قال محمد بن عمر: قال أبو ذر: فطلعت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- نصف النهار و قد أخذ منّي العطش، فنظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول اللّه، إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

«كن أبا ذرّ» فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول اللّه، هو و اللّه أبو ذرّ، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «رحم اللّه أبا ذرّ، يمشي وحده، و يموت وحده، و يبعث وحده»

فكان كذلك كما سيأتي في المعجزات في أبواب إخباره- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بأحوال رجال،

فلما قدم أبو ذرّ على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أخبره خبره، فقال «قد غفر اللّه لك يا أبا ذرّ بكل خطوة ذنبا إلى أن بلغتني» [1] و وضع متاعه عن ظهره، ثم استقى فأتي بإناء من ماء فشربه.

قصة أبي خيثمة- رضي اللّه عنه-

روى الطبراني عن أبي خيثمة- رضي اللّه عنه- و ابن إسحاق، و محمد بن عمر عن شيوخهما قالوا: لمّا سار رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أيّاما دخل أبو خيثمة على أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائطه، و قد رشت كل منهما عريشها و برّدت له فيه ماء، و هيأت له فيه طعاما، فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امرأتيه و ما صنعتا له فقال:

سبحان اللّه! رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر في الضّحّ و الريح و الحر يحمل سلاحه على عنقه و أبو خيثمة في ظل بارد و طعام مهيأ، و امرأة حسنة، في ماله مقيم؟!! ما هذا بالنّصف! ثم قال: و اللّه لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فهيّئا لي زادا، ففعلتا، ثم قدّم ناضحه فارتحله، ثم خرج في طلب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتى أدركه حين نزل تبوك، و قد كان أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحي في الطّريق يطلب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فترافقا حتّى إذا دنوا من تبوك‌

قال أبو خيثمة لعمير بن وهب:

إنّ لي ذنبا فلا عليك أن تخلّف عني حتى آتي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ففعل، حتى إذا دنا من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال الناس: هذا راكب على الطريق مقبل، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «كن أبا خيثمة» فقال رجل: هو و اللّه يا رسول اللّه أبو خيثمة، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «أولى لك يا أبا خيثمة» ثم أخبر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الخبر، فقال له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: خيرا، و دعا له بخير،

قال ابن هشام: و قال أبو خيثمة في ذلك:

لمّا رأيت النّاس في الدّين نافقوا* * * أتيت الّتي كانت أعفّ و أكرما


[1] أخرجه مسلم في التوبة باب 9 (53) و الطبراني في الكبير 6/ 38، 19/ 43، 85 و البيهقي في الدلائل 5/ 223، 226، و انظر البداية لابن كثير 5/ 8 و الطبري 11/ 43.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست