responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 443

و البلد البعيد إلى ما لا طاقة له به، يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب، و اللّه لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال، إرجافا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و بأصحابه.

قال عبد اللّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: خرج المسلمون في غزوة تبوك الرجلان و الثلاثة على بعير واحد. رواه البيهقي، و خرج مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ناس من المنافقين لم يخرجوا إلا رجاء الغنيمة.

و لما رحل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من ثنية الوداع عقد الألوية و الرايات، فدفع لواءه الأعظم إلى أبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- و رايته العظمى إلى الزّبير بن العوام، و دفع راية الأوس إلى أسيد بن الحضير، و راية الخزرج إلى أبي دجانة، و يقال إلى الحباب بن المنذر، و أمر كل بطن من الأنصار أن يتخذ لواء، و رأى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- برأس الثنية عبدا متسلحا،

فقال العبد:

أقاتل معك يا رسول اللّه فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «ارجع إلى سيدك لا تقتل معي فتدخل النار»،

و نادى منادي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لا يخرج معنا إلا مقو فخرج رجل على بكر صعب فصرعه بالسّويداء، فقال الناس: الشهيد الشهيد فبعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مناديا: لا يدخل الجنة عاص.

و كان دليله- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى تبوك علقمة بن الفغواء الخزاعي- رضي اللّه عنه-.

ذكر تخلف أبي ذر الغفاري- رضي اللّه عنه- لما عجز بعيره، و ما وقع في ذلك من الآيات‌

و روى ابن إسحاق عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: لما سار رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى تبوك جعل بتخلف عنه الرجل، فيقولون: يا رسول اللّه، تخلّف فلان، فيقول «دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه اللّه تعالى بكم، و إن يك غير ذلك فقد أراحكم اللّه تعالى منه» حتى قيل: يا رسول اللّه، تخلف أبو ذرّ و أبطأ به بعيره، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «فإن يك فيه خير فسيلحقه اللّه بكم، و إن يك غير ذلك فقد أراحكم اللّه تعالى منه»

[1] و تلوّم أبو ذر على بعيره، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره، ثم خرج يتبع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ماشيا، قال محمد بن عمر: قالوا: و كان أبو ذرّ الغفاري يقول: أبطأت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في غزوة تبوك من أجل بعيري.

و كان نضوا أعجف، فقلت أعلفه أيّاما ثم ألحق برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فعلفته أياما، ثم‌


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 5/ 221.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست