responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 383

فلمّا توجّه إليها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و سأل عن اسمها فقيل: الضّيقة، فقال: «بل هي اليسرى» فخرج منها على نخب حتّى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة قريبا من مال رجل من ثقيف، قد تمنّع فيه، فأرسل إليه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «إمّا أن تخرج و إمّا أن نحرق عليك حائطك» [1] فأبى أن يخرج فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بإحراقه.

ذكر إعلامه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بقبر أبي رغال، و ما وقع في ذلك من الآيات‌

روى ابن إسحاق، و أبو داود، و البيهقي عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال:

سمعت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: «حين خرجنا معه إلى الطّائف فمررنا بقبر فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) «هذا قبر أبي رغال، و هو أبو ثقيف، و كان من ثمود، و كان بهذا الحرم يدفع عنه فلمّا خرج أصابته النّقمة الّتي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، و آية ذلك أنّه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه» [2]. قال: فابتدره الناس فنبشوه فاستخرجوا منه الغصن.

ذكر محاصرته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الطائف‌

قال ابن إسحاق- (رحمه اللّه تعالى)-: ثم مضى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتّى نزل قريبا من الطّائف، فضرب عسكره، و أشرفت ثقيف على حصنهم- و لا مثال له في حصون العرب- و أقاموا رماتهم، و هم مائة رام، فرموا بالسّهام و المقاليع من بعد من حصنهم، و من دخل تحت الحصن دلّوا عليه سكك الحديد محماة بالنّار يطير منها الشرر، فرموا المسلمين بالنّبل رميا شديدا، كأنه رجل جراد حتى أصيب ناس من المسلمين بجراح، و قتل منهم اثنا عشر رجلا، فارتفع- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى موضع مسجده اليوم، الذي بنته ثقيف بعد إسلامها، بناه أمية بن عمرو بن وهب بن معتب بن مالك، و كانت فيه سارية لا تطلع عليها الشمس صبيحة كل يوم حتى يسمع لها نقيض أكثر من عشر مرات، فكانوا يرون أن ذلك تسبيح، و كان معه من نسائه أم سلمة و زينب، فضرب لهما قبّتين و كان يصلّي بين القبّتين طول حصار الطائف كله، و قال عمرو بن أميّة الثّقفي- و أسلم بعد ذلك، و لم يكن عند العرب أدهى منه- لا يخرج إلى محمد أحد إذا دعا أحد من أصحابه إلى البراز، و دعوه يقيم ما أقام، و أقبل خالد بن الوليد و نادى: من يبارز؟ فلم يطلع إليه أحد، ثم عاد فلم ينزل إليه أحد، ثم عاد فلم ينزل إليه أحد، فنادى عبد


[1] المغازي للواقدي 3/ 925.

[2] أخرجه أبو داود (3088) و عبد الرزاق (20989) و البيهقي في السنن الكبرى 4/ 156 و في الدلائل 6/ 297، 7/ 497.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست