اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: «يا عباد اللّه. أنا عبد اللّه و رسوله، يا أيّها النّاس إنّي أنا عبد اللّه و رسوله» فاقتحم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عن فرسه، و حدّثني من كان أقرب إليه منّي أنّه أخذ حفنة من تراب فحثاها في وجوه القوم، و قال: «شاهت الوجوه» قال يعلى بن عطاء: و أخبرنا أبناؤهم عن آبائهم أنّهم قالوا: ما بقي منّا أحد إلّا امتلأت عيناه و فمه من التّراب، و سمعنا صلصلة من السّماء كمرّ الحديد على الطّست، فهزمهم اللّه تعالى
و روى أبو يعلى و الطبراني برجال ثقات عن أنس- رضي اللّه عنه- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أخذ يوم حنين كفّا من حصى أبيض فرمى به و قال: «هزموا و رب الكعبة» و كان عليّ- رضي اللّه عنه- يومئذ أشدّ الناس قتالا بين يديه
و روى أبو نعيم بسند ضعيف عن أنس- رضي اللّه عنه- و الطّبراني عن عكرمة- (رحمه اللّه تعالى)- قالا: لما انهزم المسلمون بحنين و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على بغلته الشهباء- و كان اسمها دلدل- فقال لها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «دلدل البدي» فألزقت بطنها بالأرض، فأخذ حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم و قال: «حم لا ينصرون» فانهزم القوم، و ما رمينا بسهم و لا طعنّا برمح، كذا في هذه الرواية اسمها دلدل،
و الصّحيح أنّ دلدل أهداها المقوقس فهي غير التي أهداها فروة بن نفاثة [3].
و روى أبو القاسم البغوي، و البيهقي، و أبو نعيم، و ابن عساكر عن شيبة بن عثمان- رضي اللّه عنه-: أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال يوم حنين: يا عبّاس ناولني من الحصباء قال:
و أفقه اللّه- تعالى- البغلة كلامه، فانخفضت به حتّى كاد بطنها يمسّ الأرض، فتناول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) من البطحاء فحثا في وجوههم و قال: «شاهت الوجوه، هم لا ينصرون»
و روى عبد بن حميد في مسنده، و البخاريّ في تاريخه، و البيهقيّ و ابن الجوزيّ عن يزيد بن عامر السّوائي- رضي اللّه عنه- و كان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم- قال: أخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم حنين قبضة من الأرض، ثم أقبل على المشركين فرمى بها في وجوههم و قال: «ارجعوا، شاهت الوجوه» قال: فما من أحد يلقى أخاه إلّا و هو يشكو القذى في عينيه و يمسح عينيه