responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 323

السّمرة، أين أصحاب سورة البقرة، قال: و اللّه لكأنما عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها.

و في حديث عثمان بن شيبة عند أبي القاسم البغوي، و البيهقي‌ «يا عبّاس، اصرخ بالمهاجرين الّذين بايعوا تحت الشّجرة، و بالأنصار الّذين آووا و نصروا»

قال: فما شبهت عطفة الأنصار على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلّا عطفة الإبل على أولادها. حتى ترك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كأنه في حرجة، فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من رماح الكفّار- انتهى. فقالوا: يا لبّيك يا لبّيك يا لبّيك. قال: فيذهب الرجل يثني بعيره و لا يقدر على ذلك، أي لكثرة الأعراب المنهزمين- كما ذكره أبو عمر بن عبد البر- فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه و يأخذ سيفه و ترسه و يقتحم عن بعيره، فيخلّي سبيله، فيؤمّ الصوت حتّى ينتهي إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتّى إذا اجتمع منهم مائة، استقبلوا النّاس فاقتتلوهم و الكفّار، و الدّعوة في الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدّعوة على بني الحارث بن الخزرج، و كانوا صبّرا عند الحرب، و أشرف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في ركابيه، فنظر إلى مجتلدهم و هم يجتلدون و هو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم،

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «هذا حين حمي الوطيس، ثم أخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حصيات فرمى بهنّ وجوه الكفّار، ثم قال: «انهزموا و رب محمد»

فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فو اللّه ما هو إلّا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدّهم كليلا و أمرهم مدبرا، فو اللّه ما رجع النّاس إلا و أسارى عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مكتّفون، قتل اللّه تعالى- منهم من قتل، و انهزم منهم من انهزم و أفاء اللّه تعالى على رسوله أموالهم و نساءهم و أبناءهم [1].

و روى ابن سعد، و ابن أبي شيبة، و الإمام أحمد، و أبو داود، و البغوي في معجمة، و الطبراني و ابن مردويه، و البيهقي برجال ثقات عن أبي عبد الرحمن بن يزيد الفهري- يقال اسمه كرز- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كنت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في حنين في يوم قائظ شديد الحرّ، فنزلنا تحت ظلال السّمر، فلمّا زالت الشمس لبست لامتي، و ركبت فرسي فأتيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و هو في فسطاطه، فقلت: السّلام عليك يا رسول اللّه و رحمته، الرواح قد حان، الرواح يا رسول اللّه، قال: «أجل» ثم قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «يا بلال» فثار من تحت سمرة كأنّ ظلّه ظلّ طائر، فقال: لبّيك و سعديك، و أنا فداؤك. قال: «أسرج لي فرسي» فأتاه بسرج دفّتاه من ليف ليس فيهما أشر و لا بطر، فركب فرسه، ثم سرنا يومنا، فلقينا العدوّ، و تشأمت الخيلان، فقاتلناهم فولّى المسلمون مدبرين كما قال اللّه تعالى، فجعل رسول‌




[1] أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 358 و ابن عساكر كما في التهذيب 6/ 351.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست