responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 325

و روى الإمام أحمد، و الطّبراني، و الحاكم، و أبو نعيم، و البيهقيّ برجال ثقات عن ابن مسعود- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كنت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم حنين، فولّى النّاس عنه، و بقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين و الأنصار، فقمنا على أقدامنا و لم نولّهم الدّبر، و هم الذين أنزل اللّه- تعالى- عليهم السّكينة، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على بغلته لم يمض قدما، فحادت به بغلته فمال عن السّرج، فقلت له ارتفع رفعك اللّه. فقال: «ناولني كفا من تراب» فناولته، فضرب وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا، ثم قال: «أين المهاجرون و الأنصار؟» قلت: هم أولاء، قال: «اهتف بهم» فهتفت بهم، فجاؤوا و سيوفهم بأيمانهم كأنها الشّهب، و ولّى المشركون أدبارهم‌

[1]

و روى ابن أبي شيبة و الإمام أحمد، و الحاكم، و ابن مردويه، و البيهقي عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: جاءت هوازن يوم حنين بالنّساء و الصّبيان و الإبل و الغنم فجعلوهم صفوفا، ليكثروا على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فالتقى المسلمون و المشركون، فولّى المسلمون مدبرين- كما قال اللّه تعالى- و بقي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- وحده فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «يا عباد اللّه أنا عبد اللّه و رسوله» و نادى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- نداءين لم يخلط بينهما كلاما، فالتفت عن يمينه فقال: «يا معشر الأنصار أنا عبد اللّه و رسوله» فقالوا: «لبّيك يا رسول اللّه، نحن معك» ثم التفت عن يساره فقال: يا معشر الأنصار أنا عبد اللّه و رسوله، فقالوا: لبيك يا رسول اللّه نحن معك فهزم اللّه تعالى المشركين، و لم يضرب بسيف، و لم يطعن برمح‌

[2].

و روى ابن سعد و ابن أبي شيبة، و البخاري، و ابن مردويه، و البيهقي من طرق عن أبي إسحاق السّبيعي- (رحمه اللّه تعالى)- قال: جاء رجل من قيس إلى البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- فقال: أ كنتم ولّيتم؟ و في رواية: أولّيت؟ و في أخرى: أوليتم مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)؟

و في أخرى: أ فررتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أنّه ما ولّى، و في رواية: لا و اللّه ما ولّى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم حنين دبره، و لكنه خرج بشبّان أصحابه و هم حسّر ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح، فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم فلما لقيناهم و حملنا عليهم انهزموا، فأقبل النّاس على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام كأنها رجل جراد لا يكادون يخطئون، و أقبلوا هناك إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على بغلته البيضاء، و أبو سفيان بن الحارث يقود به،

فنزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و دعا و استنفر، و قال- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «أنا


[1] أخرجه أحمد 1/ 453 و الطبراني في الكبير 10/ 209 و انظر المجمع 6/ 84، 183 و الحاكم 2/ 117.

[2] أخرجه أحمد 3/ 190، 279، 5/ 286، و ابن سعد 2/ 1/ 113 و ابن أبي شيبة 14/ 530، 531 و البيهقي في الدلائل 5/ 141 و في السنن 6/ 306 و الدولابي في الكنز 1/ 42 و انظر الدر المنثور 3/ 224.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست