responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 322

اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و دخلت فيما دخل فيه المسلمون، فما بقي فقد رأيت عبرا، و قد ضرب الإسلام بجرانه، و لم يبق أحد، و دانت العرب و العجم لمحمّد- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فعزّ محمّد لنا عزّ، و شرفه لنا شرف، فو اللّه إنّي لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلّا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يلقاني بالجعرانة كنّة لكنّة فقال: «النضير؟» قلت: «لبّيك، فقال: «هذا خير لك ممّا أردت يوم حنين ممّا حال اللّه بينك و بينه» فأقبلت إليه سريعا، فقال: «قد آن لك أن تبصر ما أنت فيه توضع قلت: قد أرى أن لو كان مع اللّه- تعالى- إلها غيره لقد أغنى شيئا، و إني أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنك رسول اللّه.

قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «اللّهمّ زده ثباتا»

قال النّضير: فو اللّه الّذي بعثه بالحقّ لكأنّ قلبي حجر ثباتا في الدين و بصيرة في الحق، و ذكر الحديث [1].

ذكر ثبات رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و رميه الكفار، و نزوله عن بغلته، و دعائه ربه سبحانه و تعالى، و ما وقع في ذلك من الآيات‌

روى ابن إسحاق، و الإمام أحمد عن جابر بن عبد اللّه، و ابن إسحاق، و عبد الرزّاق، و مسلم عن العباس عم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)، قال العبّاس: شهدت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): يوم حنين، فلزمت أنا و أبو سفيان بن الحارث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فلم نفارقه، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على بغلة له شهباء، قال عبد الرّزّاق: و ربما قال معمر: بيضاء، أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، قال فلما التقى المسلمون و الكفار ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يركض بغلته قبل الكفّار، و أنا آخذ بلجام بغلة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)، و في رواية: أكفّها أن لا تسرع، و هو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، و أبو سفيان بن الحارث آخذ، بركاب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

و في رواية بغرزه، و في رواية بثغره، فالتفت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى أبي سفيان بن الحارث و هو مقنّع في الحديد، فقال: «من هذا» فقال: ابن عمك يا رسول اللّه، و في حديث البراء: و أبو سفيان ابن عمه يقود به، قال ابن عقبة- (رحمه اللّه تعالى): و قام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في الرّكابين، و هو على البغلة، فرفع يديه إلى اللّه- تعالى- يدعو يقول: «اللّهمّ إنّي أنشدك ما وعدتني .. اللّهمّ لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا»

انتهى.

قال العباس: فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «يا عبّاس!! ناديا معشر الأنصار، يا أصحاب السّمرة، يا أصحاب سورة البقرة»

[2].

قال العبّاس- و كنت رجلا صيّتا- فقلت بأعلى صوتي: أين الأنصار، أين أصحاب‌


[1] انظر المغازي للواقدي 3/ 911.

[2] أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 188 و انظر المجمع 6/ 82، 8/ 619 و البيهقي في الدلائل 5/ 31 و عبد الرزاق في المصنف (9741) و الحميدي (459) و ابن سعد 2/ 1/ 112 و احمد 1/ 207.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست