responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 256

أحمر بأسا قد قيّل في الحاضر فليس إليهم سبيل، و إنّ له غطيطا لا يخفى، فدعوني اتسمّع فتسمع الحسّ فسمعه، فأتاه حتّى وجده نائما فقتله، وضع السّيف على صدره، ثمّ اتكأ عليه فقتله ثم حملوا على الحيّ فصاح الحيّ يا أحمر بأسا، فلا شي‌ء لأحمر بأسا، قد قتل- فنالوا من الحيّ حاجتهم، ثم انصرفوا و تشاغل النّاس بالإسلام، فلمّا كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الأدلع الهذلي مكّة يرتاد و ينظر و الناس آمنون، فرآه جندب بن الأعجم الأسلميّ فقال: جنيدب بن الأدلع قاتل أحمر بأسا؟ قال: نعم فمه، فخرج جندب يستجيش عليه حيّه، فكان أول من لقي خراش بن أميّة الكعبي فأخبره. فاشتمل خراش على السّيف ثمّ أقبل إليه- و النّاس حوله، و هو يحدّثهم عن قتل أحمر بأسا فبينما هم مجتمعون عليه إذ أقبل خراش بن أميّة فقال: هكذا عن الرجل. فو اللّه ما ظنّ النّاس إلّا أنه يفرّج النّاس عنه لينصرفوا، فانفرجوا فحمل عليه خراش بن أميّة بالسّيف فطعنه به في بطنه و ابن الأدلع مستند إلى جدار من جدر مكّة، فجعلت حشوته تسيل من بطنه، و إن عينيه لتزنّقان في رأسه، و هو يقول: فعلتموها يا معشر خزاعة؟ فانجعف فوقع فمات.

فسمع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بذلك فقال: «يا معشر خزاعة» ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر القتل، لقد قتلتم قتيلا لأدينّه، إنّ خراشا لقتّال- يعيبه بذلك.

لو كنت قاتلا مؤمنا بكافر لقتلت خراشا

[1].

و روى الشيخان و التّرمذي عن ابن شريح خويلد بن عمرو العدوي، و الشيخان عن ابن عباس، و ابن منيع بسند صحيح، و ابن أبي عمرو. و الإمام أحمد، و البيهقي عن ابن عمر، و ابن أبي شيبة، و الشّيخان عن أبي هريرة- رضي اللّه عنهم- و ابن أبي شيبة عن الزّهري، و ابن إسحاق عن بعض أهل العلم، و محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: لمّا كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه- و هو مشرك- فقام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- خطيبا بعد الظهر، و أسند ظهره إلى الكعبة.

و عند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة: أنه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ركب راحلته فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: «أيّها النّاس إنّ اللّه تعالى حرّم مكّة يوم خلق السموات و الأرض و يوم خلق الشّمس و القمر، و وضع هذين الجبلين، و لم يحرّمها النّاس، فهي حرام إلى يوم القيامة، فلا يحلّ لامرء يؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يسفك فيها دما و لا يعضد فيها شجرا، لم تحلّ لأحد كان قبلي، و لم تحلّ لأحد يكون بعدي، و لم تحلّ لي إلّا هذه السّاعة غضبا على أهلها- ألا قد رجعت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب، فمن قال لكم إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد قاتل فيها فقولوا له: إن اللّه تعالى قد أحلّها لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و لم يحلّها لكم،




[1] أخرجه الطحاوي في المعاني 3/ 327 و انظر الفتح 12/ 206 و البداية 4/ 305.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست