responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 255

في ظلمة لا أبصر سهلا و لا جبلا، و أرى تلك الظّلمة انفرجت عليّ بضوء كأنّه الشّمس، و إذا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يدعوني، ثمّ رأيت في اللّيلة الثّانية، كأنّي على طريق يدعوني، و إذا هبل عن يميني يدعوني، و إذا إساف عن شمالي يدعوني،

و إذا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بين يديّ يقول: «هلمّي إلى الطّريق، ثمّ رأيت اللّيلة الثّالثة كأنّي واقفة على شفير جهنّم، يريدون أن يدفعوني فيها،

و إذا بهبل يقول أدخلوها فالتفتّ فأنظر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من ورائي آخذ بثيابي، فتباعدت من شفير النّار فلا أرى النّار، ففزعت فقلت: ما هذا، و قد تبيّن لي، فغدوت من ساعتي إلى صنم في بيت كنّا نجعل عليه منديلا، فأخذت قدوما فجعلت أفلذه و أقول: طالما كنّا منك في غرور، و أسلمت.

و روى أيضا عن عبد اللّه بن الزبير- رضي اللّه عنهما- أنّ هندا أتت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و هو بالأبطح، فأسلمت، و قالت: الحمد للّه الّذي أظهر الدّين الّذي اختاره لنفسه لتمسني رحمتك يا محمد، إني امرأة مؤمنة باللّه، مصدّقة به ثم كشفت عن نقابها، فقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «مرحبا بك»

فقالت يا رسول اللّه: و اللّه ما كان على وجهه الأرض من أهل خباء أحب إليّ من أن يذلّوا من خبائك، و لقد أصبحت و ما على الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يعزّوا من خبائك.

و روى أيضا عن أبي حصين الهذليّ قال: لمّا أسلمت هند بنت عتبة، أرسلت إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بهديّة- و هو بالأبطح- مع مولاة لها بجديين مرضوفين و قد، فانتهت الجارية إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقالت: إنّ مولاتي أرسلت إليك هذه الهديّة، و هي تعتذر إليك و تقول: إنّ غنمنا اليوم قليلة الوالدة، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «بارك اللّه لكم في غنمكم و أكثر والدتها» و كانت المولاة تقول: لقد رأينا من كثرة غنمنا و والدتها ما لم نكن نرى قبل و لا قريبا، فتقول هند: هذا بدعاء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثمّ تقول: لقد كنت أرى في النّوم أنّي في الشّمس أبدا قائمة و الظلّ منّي قريب لا أقدر عليه، فلمّا دنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- رأيت كأنّي دخلت الظّلّ.

ذكر سبب خطبته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثاني يوم الفتح و تعظيمه حرمة مكة

روى ابن أبي شيبة عن الزّهري، و محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: خرج غزيّ من هذيل في الجاهليّة و فيهم جنيدب بن الأدلع الهذلي يريدون حيّ أحمر بأسا من أسلم- و كان أحمر بأسا رجلا من أسلم شجاعا لا يرام، و كان لا ينام في حيّه إلّا ينام خارجا من حاضره، و كان إذا نام غطّ غطيطا منكرا لا يخفى مكانه، و كان الحاضر إذا أتاهم فزع صرخوا: يا أحمر بأسا. فيثور مثل الأسد، فلمّا جاءهم ذلك الغزيّ من هذيل قال لهم جنيدب بن الأدلع: إن كان‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست