responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 254

أغرب عني فلا تكلمني. قال: أي صفوان فداك أبي و أمي. أفضل النّاس و أبرّ النّاس و خير النّاس ابن عمّك، عزّه عزّك، و شرفه شرفك و ملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي. قال: هو أحلم من ذلك و أكرم، قال: و لا أرجع معك حتّى تأتيني بعلامة أعرفها، فقال: امكث مكانك حتّى آتيك بها، فرجع عمير إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: إنّ صفوان أبى أن يأنس لي حتّى يرى منك أمارة يعرفها، فنزع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عمامته فأعطاه إيّاها، و هي البرد الّذي دخل فيه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- معتجرا به برد حبرة، فرجع معه صفوان حتّى انتهى إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و هو يصلي بالمسلمين العصر في المسجد، فلمّا سلّم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

صاح صفوان: يا محمد، إنّ عمير بن وهب جاءني ببردك، و زعم أنّك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرا و إلا سيّرتني شهرين. فقال: «انزل أبا وهب» قال: لا و اللّه حتّى تبيّن لي قال: «بل لك تسيير أربعة أشهر» فنزل صفوان، و لمّا خرج رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى هوازن و فرق غنائمها فرأى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- صفوان ينظر إلى شعب ملآن نعما و شاء ورعاء، فأدام النّظر إليه، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يرمقه فقال: «يا أبا وهب يعجبك هذا الشّعب؟» قال: نعم قال: «هو لك و ما فيه» فقبض صفوان ما في الشّعب،

و قال عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلّا نفس نبيّ، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله. و أسلم مكانه [1]

ذكر إسلام هند بنت عتبة و ما وقع في ذلك من الآيات رضي اللّه عنها

عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: قالت هند بنت عتبة: يا رسول اللّه ما كان على ظهر الأرض خباء أو قالت من أهل خباء أريد أن يذلّوا من أهل خبائك ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباء أو قالت من أهل خباء أحبّ إليّ من أن يعزّوا من أهل خباء أو قالت: خبائك، رواه الشيخان [2].

و روى محمّد بن عمر عن عمر بن عبد العزيز- (رحمه اللّه تعالى)- قال: سمعت مولاة لمروان بن الحكم تقول: سمعت هندا بنت عتبة بن ربيعة تقول و هي تذكر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فتقول: أنا عاديته كلّ العداوة، و فعلت يوم أحد ما فعلت من المثلى بعمّه و أصحابه، و كلّما سيرت قريش مسيرة فأنا معها بنفسي أو معينة لقريش، حتّى أن كنت لأعين كلّ من غزا إلى محمد، حتّى تجردت من ثيابي، فرأيت في النّوم ثلاث ليال ولاء بعد فتح مكة، رأيت كأني‌


[1] انظر المصدرين السابقين:

[2] أخرجه البخاري 7/ 175 (3825)، و البيهقي في الدلائل 5/ 100.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست