responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 253

عمّ، جئتك من عند أبرّ النّاس، و أوصل النّاس، و خير النّاس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتّى أدركته، فقالت له: إنّي قد استأمنت لك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمّنك، فرجع معها و قالت: ما لقيته من غلامك الرومي و أخبرته خبره فقتله و هو يومئذ لم يسلم.

فلمّا وافى مكّة قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبّوا أباه، فإنّ سبّ الميت يؤذي الحيّ و لا يبلغ الميت» فجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها فتأبى عليه و تقول: أنت كافر و أنا مسلمة، فقال: إنّ أمرا منعك منّي لأمر كبير قال ابن عقبة و الزهري فيما رواه البيهقي و عروة و غيرهما: فلما رأى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عكرمة وثب إليه- و ما علا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- رداء فرحا بعكرمة، ثمّ جلس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فوقف عكرمة بين يديه و معه زوجته متنقّبة، فقال: يا محمد!! إنّ هذه أخبرتني أنّك أمّنتني، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) «صدقت فأنت آمن» قال عكرمة: فإلام تدعو يا محمد؟ قال: «أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّي رسول اللّه، و تقيم الصّلاة، و تؤتي الزّكاة، و تفعل و تفعل» حتى عدّ خصال الإسلام، فقال عكرمة: و اللّه ما دعوت إلّا إلى خير و أمر حسن جميل، قد كنت فينا يا رسول اللّه قبل أن تدعونا- إلى ما دعوتنا إليه- و أنت أصدقنا حديثا، و أبرّنا برا، ثمّ قال عكرمة: فإنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فسرّ بذلك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثم قال:

يا رسول اللّه: علمني خير شي‌ء أقوله، قال: «تقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله»، قال عكرمة: ثمّ ما ذا؟ قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «تقول: «أشهد اللّه و أشهد من حضر أنّي مسلم مجاهد مهاجر»، فقال عكرمة ذلك‌

[1].

ذكر إسلام صفوان بن أمية- رضي اللّه عنه‌

روى ابن إسحاق عن عروة بن الزّبير، و البيهقيّ عن الزّهري، و محمد بن عمر عن شيوخه قالوا: خرج صفوان بن أميّة يريد جدّة ليركب منها إلى اليمن،

فقال عمير بن وهب: يا نبيّ اللّه- إن صفوان بن أميّة سيّد قومي و قد خرج هاربا منك، ليقذف نفسه في البحر، فأمنه صلّى اللّه عليك و سلّم- قال: «هو آمن»

فخرج عمير حتّى أدركه- و هو يريد أن يركب البحر- و قال صفوان لغلامه يسار- و ليس معه غيره- ويحك!! أنظر من ترى؟ قال: هذا عمير بن وهب، قال صفوان: ما أصنع بعمير بن وهب، و اللّه ما جاء إلّا يريد قتلي قد ظاهر عليّ محمّدا، فلحقه فقال: يا أبا وهب جعلت فداك، جئت من عند أبرّ النّاس، و أوصل النّاس، فداك أبي و أمّي اللّه اللّه في نفسك أن تهلكها، هذا أمان من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد جئتك به. قال: ويحك‌


[1] المغازي للواقدي 2/ 851 و البيهقي في الدلائل 5/ 98.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست