responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 252

أعطاك بعد محبّة برهانه‌* * * شرفا و برهان الإله عظيم‌

و لقد شهدت بأنّ دينك صادق‌* * * حقّ و أنّك في العباد جسيم‌

و اللّه يشهد أنّ أحمد مصطفى‌* * * مستقبل في الصّالحين كريم‌

قرم علا بنيانه من هاشم‌* * * فرع تمكّن في الذّرى و أروم‌

ذكر إسلام عكرمة- رضي اللّه عنه- ابن أبي جهل‌

روى محمد بن عمر عن شيوخه- (رحمه اللّه تعالى)- و إيّاهم: أن عكرمة- رضي اللّه عنه- قال: بلغني أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- نذر دمي يوم الفتح، و كنت في جمع من قريش بأسفل مكّة- و قد ضوى إليّ من ضوى- فلقينا هناك خالد بن الوليد، فأوقع بنا، فهربت منه أريد و اللّه- أن ألقي نفسي في البحر، و أموت تائها في البلاد قبل أن أدخل في الإسلام، فخرجت حتّى انتهيت إلى الشّعيبة، و كانت زوجتي أمّ حكيم بنت الحارث امرأة لها عقل، و كانت قد اتّبعت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فدخلت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقالت: يا رسول اللّه، إنّ ابن عمّي قد هرب يلقي نفسه في البحر فأمنه.

و روى ابن أبي شيبة و أبو داود، و النسائيّ عن سعد بن أبي وقاص- رضي اللّه تعالى عنه، و البيهقيّ عن عروة- (رحمه اللّه تعالى): أنّ عكرمة ركب البحر فأصابتهم ريح عاصف، فنادى عكرمة اللّات و العزّى، فقال أهل السّفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا، فقال عكرمة: و اللّه لئن لم ينجني من البحر إلّا الإخلاص لا ينجيني في البرّ غيره، اللّهم لك عهدا إن أنت عافيتني ممّا أنا فيه أن آت محمّدا حتّى أضع يدي في يده، فلأجدنّه عفوّا غفورا كريما، فجاء و أسلم [1].

و روى البيهقي عن الزّهري، و محمد بن عمر عن شيوخه: أن أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل قالت لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يا رسول اللّه: قد ذهب عكرمة عنك إلى اليمن، و خاف أن تقتله، فأمنه يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «هو آمن»

فخرجت أمّ حكيم في طلبه، و معها غلام لها روميّ، فراودها عن نفسها فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حيّ من عكّ فاستعانتهم عليه، فأوثقوه رباطا، و أدركت عكرمة و قد انتهى إلى البحر، فركب سفينة، فجعل نوتيّ يقول له: أخلص أخلص، قال: أي شي‌ء أقول؟ قال: قل لا إله إلّا اللّه، قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، و إن هذا أمر تعرفه العرب و العجم حتّى النّواتي! ما الدّين إلّا ما جاء به محمد، و غيّر اللّه قلبي، و جاءتني أمّ حكيم على هذا الأمر، فجعلت تليح إليّ و تقول: يا ابن‌


[1] ابن سعد 3/ 261.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست