فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «إنّي لأرجو من ربّي أن يجمع لي ذلك كله. فتح مكة، و إعزاز الإسلام بها، و هزيمة هوازن، و غنيمة أموالهم و ذراريهم، فإنّي أرغب إلى اللّه- تعالى- في ذلك
قال ابن عقبة: قال أبو سفيان، و حكيم بن حزام: يا رسول اللّه ادع النّاس بالأمان، أ رأيت إن اعتزلت قريش و كفّت أيديها آمنون هم؟ فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «نعم»
قال العبّاس، قلت:
يا رسول اللّه!! قد عرفت أبا سفيان وجه الشرف و الفخر، فاجعل له شيئا.
و عند ابن أبي شيبة عن أبي سلمة، و يحيى بن عبد الرحمن: أن أبا بكر قال: يا رسول اللّه إن أبا سفيان رجل يحبّ السّماع، يعني الشّرف- انتهى. فقال «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» فقال: و ما تسع داري؟ زاد ابن عقبة «و من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن» و دار أبي سفيان بأعلى مكّة، و دار حكيم بأسفلها «و من أغلق بابه فهو آمن، و من دخل المسجد فهو آمن» فقال أبو سفيان: و ما يسع المسجد؟ قال: «و من أغلق بابه فهو آمن» فقال أبو سفيان: هذه واسعة [2].
ذكر ارادة أبي سفيان و حكيم بن حزام الانصراف إلى قومهما ليعلماهم بذلك و وقوفهما ليريا جنود اللّه تبارك و تعالى
قال ابن عقبة: لما توجهوا ذاهبين، قال العبّاس: يا رسول اللّه إني لا آمن أبا سفيان أن يرجع عن إسلامه فاردده حتى يفقه، و يرى جنود اللّه- تعالى- معك.
و روى ابن أبي شيبة عن أبي سلمة، و يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أن أبا سفيان لما ولّى، قال أبو بكر: يا رسول اللّه، لو أمرت بأبي سفيان فحبس على الطريق؟
و قال ابن إسحاق، و محمد بن عمر: إنّ أبا سفيان لمّا ذهب لينصرف، قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- للعبّاس: «احبسه بمضيق الوادي».
قال ابن عقبة، و محمد بن عمر: فأدركه العبّاس فحبسه، فقال أبو سفيان أ غدرا يا بني هاشم؟ فقال العبّاس: إن أهل النّبوّة لا يغدرون. و لفظ ابن عقبة: إنّا لسنا بغدر، و لكن أصبح حتّى تنظر جنود اللّه، و إلى ما أعدّ اللّه للمشركين، قال ابن عقبة فحبسهم بالمضيق دون الأراك إلى مكّة حتّى أصبحوا.
[2] أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 9 و انظر المجمع 6/ 172 و أخرج صدره مسلم في الجهاد باب (31، 84، 86) و أبو داود في الخراج باب (25) و أحمد 2/ 292، 538 و البيهقي 6/ 234، 9/ 117، 118، 171 و الطبراني في الكبير 8/ 9 و ابن أبي شيبة 14/ 475 و عبد الرزاق (9739) و الطبراني في الصغير 2/ 72 و الدار قطني 3/ 60 و الطحاوي في المعاني 3/ 321، و البيهقي في الدلائل 5/ 32، 37، 56.