responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 217

و قيل لأبي سفيان ذلك، فقال: كيف أصنع باللات و العزّى؟ فقال عمر بن الخطاب- و هو خارج القبّة: اخرأ عليها، أما و اللّه لو كنت خارج القبة ما قلتها، فقال أبو سفيان: من هذا؟

قالوا: عمر بن الخطاب‌

قال العبّاس: فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «اذهب به يا عبّاس إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به» قال: فذهبت به إلى رحلي.

و عند ابن عقبة، و محمد بن عمر: فلما أذّن الصّبح أذّن العسكر كلهم: أي أجابوا المؤذن- ففزع أبو سفيان من أذانهم، فقال: ما يصنع هولاء؟ قال العبّاس، فقلت: الصّلاة. قال:

كم يصلون؟ قلت: خمس صلوات في اليوم و اللّيلة، ثم رآهم يتلّقون وضوء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: ما رأيت ملكا قط كاليوم لا ملك كسرى و لا قيصر، قال العبّاس: فلمّا صلّى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الصّبح غدوت به. و عند ابن عقبة، و محمد بن عمر: أن أبا سفيان سأل العبّاس في دخوله على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-، و عند ابن أبي شيبة عن أبي سلمة، و يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: فلمّا أصبحوا قام المسلمون إلى طهورهم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل!! ما للنّاس أمروا فيّ بشي‌ء؟ قال: لا و لكنهم قاموا إلى الصّلاة، فأمره العبّاس فتوضأ، و ذهب به إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فلمّا دخل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الصلاة كبّر و كبّر النّاس، ثم ركع، فركعوا، ثمّ رفع، فرفعوا، ثم سجد فسجدوا، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم طاعة، قوم جمعهم من ههنا و ههنا، و لا فارس الأكارم، و لا الرّوم ذات القرون بأطوع منهم له، يا أبا الفضل أصبح ابن أخيك و اللّه عظيم الملك، فقال العبّاس: إنه ليس بملك، و لكنها النبوة، قال: أو ذاك.

قال العبّاس: فلما فرغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: «يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلّا اللّه؟! قال: بأبي أنت و أمي!! ما أحلمك و أكرمك و أعظم عفوك! إنّه لو كان مع اللّه إله لقد أغنى عنّي شيئا بعد، لقد استنصرت إلهي، و استنصرت إلهك، فو اللّه ما لقيتك من مرّة، إلا نصرت عليّ، فلو كان إلهي محقّا و إلهك مبطلا لقد غلبتك، فقال: «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول اللّه؟ قال: بأبي أنت و أمي ما أحلمك و أكرمك و أعظم عفوك! أمّا هذه فو اللّه إنّ في النّفس منها شيئا حتّى الآن،

فقال العبّاس: ويحك! أسلم قبل أن تضرب عنقك فشهد شهادة الحقّ، فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه. و ظاهر كلام ابن عقبة و محمد بن عمر في مكان آخر أن أبا سفيان قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه من غير أن يعرض ذلك عليه أحد.

قال: قال أبو سفيان، و حكيم بن حزام: يا رسول اللّه جئت بأوباش النّاس من يعرف و من لا يعرف إلى أهلك و عشيرتك! فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «أنتم أظلم و أفجر، قد غدرتم بعهد الحديبية، و ظاهرتم على بني كعب بالإثم و العدوان في حرم اللّه- تعالى- و أمنه» فقال حكيم و أبو سفيان: صدقت يا رسول اللّه: ثمّ قالا:

يا رسول اللّه!! لو كنت جعلت جدّك و مكيدتك لهوازن، فهم أبعد رحما، و أشد عداوة لك؟

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست