responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 192

و في حرم اللّه- تعالى- تقول الشعر؟ فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «خلّ عنه يا عمر» فلهي أسرع فيهم من نضح النبل». و في رواية «يا عمر إني أسمع، فاسكت يا عمر» فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «يا ابن رواحة قل: «لا إله إلّا اللّه وحده، نصر عبده، و أعزّ جنده، و هزم الأحزاب وحده». فقالها ابن رواحة فقالها الناس كما قالها

[1].

ذكر طواف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ماشيا و ما جاء أنه طاف راكبا

روى الإمام أحمد، و الشيخان، و ابن إسحاق عن ابن عباس- رضي اللّه- تعالى عنهما- قال: «قدم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أصحابه مكّة، و قد وهنتهم حمّى يثرب، فقال المشركون: إنه يقدم غدا قوم قد وهنتهم الحمّى، و لقوا فيها شدّة، فجلسوا على قعيقعان مما يلي الحجر، فأطلع اللّه- تعالى- نبيّه على ما قالوا، فلما دخل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- المسجد اضطبع بردائه و أخرج عضده الأيمن، ثم قال: «رحم اللّه امرأ أراهم من نفسه قوّة». و في رواية: «أروهم ما يكرهون»

و أمرهم أن يرملوا ثلاثة أشواط، و يمشوا بين الرّكنين، ليرى المشركون جلدهم، ثم استلم الركن، و خرج يهرول و أصحابه معه، حتّى إذا واراه البيت منهم، و استلم الرّكن اليماني مشى حتى استلم الركن الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أشواط و مشى سائرها. قال ابن عباس: و لم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها للإبقاء عليهم، فقال المشركون: «هؤلاء الذين زعمتم أن الحمّى قد وهنتهم؟ هؤلاء أجلد من كذا و كذا، ما يرضون بالمشي، أما إنهم لينقزون نقز الظّبي» و كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يكايدهم كلّما استطاع [2].

قال محمد بن عمر، و ابن سعد و غيرهم: و لم يزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يلبّي حتّى استلم الركن بمحجنه.

و روى الحميديّ و البخاريّ [3]، و الإسماعيلي عن عبد اللّه بن أبي أوفى- رضي اللّه عنه- قال: لما اعتمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- سترناه من غلمان المشركين، و في رواية من السّفهاء و الصبيان مخافة أن يؤذوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و روى يونس ابن بكير- (رحمه اللّه تعالى)- عن زيد بن أسلم- (رحمهما اللّه تعالى)- أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- دخل عام القضية مكّة، فطاف على‌


[1] أخرجه البخاري معلقا 7/ 570 و انظر كلام الحافظ ابن حجر 7/ 572 و انظر مغازي الواقدي 2/ 736 و البيهقي في الدلائل 4/ 323.

[2] أخرجه البخاري 7/ 581 (4256) و مسلم 2/ 923 (240/ 1266)، و أحمد 1/ 373 و أبو داود (1885) و الطحاوي في المعاني 2/ 179 و الطبراني في الكبير 11/ 386، و انظر البداية 4/ 227 و البيهقي في الدلائل 4/ 326 و التمهيد لابن عبد البر 2/ 71.

[3] أخرجه البخاري 7/ 581 (4255)، و البيهقي في الدلائل 4/ 328.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست