responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 191

محمد ما عرفت صغيرا و لا كبيرا- بالغدر، تدخل بالسلاح في الحرم على قومك، و قد شرطت لهم ألّا تدخل إلّا بسلاح المسافر، السيوف في القرب!!

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «إنّي لا أدخل عليهم بسلاح.»

فقال مكرز: هو الذي تعرف به، البرّ و الوفاء، ثم رجع مكرز سريعا إلى مكة بأصحابه، فقال: إن محمدا لا يدخل بسلاح، و هو على الشرط الذي شرط لكم [1].

روى الإمام أحمد عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: لما نزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مرّ الظّهران في عمرته، بلغ أصحابه أن قريشا تقول ما يتباعثون من العجف، فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه و حسونا من مرقه، أصبحنا غدا حين ندخل على القوم و بنا جمامة، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «لا تفعلوا، و لكن اجمعوا إليّ من أزوادكم»، فجمعوا له، و بسطوا الأنطاع فأكلوا حتّى تركوا، وحشا كلّ واحد في جرابه‌

[2].

ذكر دخول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مكة

قال ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قدم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مكة صبيحة الرابع من ذي الحجة، و لمّا جاء مكرز قريشا بخبر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- استنكف رجال من أشراف المشركين أن ينظروا إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- غيظا و حنقا، و نفاسة، و أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالهدي أمامه حتى حبس بذي طوى، و دخل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على راحلته القصواء و أصحابه محدقون به، قد توشّحوا السيوف يلبّون، فلما انتهى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى ذي طوى وقف على راحلته و المسلمون حوله، ثم دخل من الثنية التي تطلعه على الحجون.

و روى البخاري تعليقا، و عبد الرّزاق، و الترمذي، و النسائي، و ابن حبّان عن أنس- رضي اللّه عنه- و ابن عقبة عن الزّهري، و ابن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- دخل مكة عام القضيّة على ناقته و عبد اللّه بن رواحة آخذ بزمامها، و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله‌* * * نحن ضربناكم على تأويله‌

ضربا يزيل الهام عن مقيله‌* * * و يذهل الخليل عن خليله‌

قد أنزل الرّحمن في تنزيله‌* * * في صحف تتلى على رسوله‌

يا ربّ إنّي مؤمن بقيله‌* * * إنّي رأيت الحقّ في قبوله‌

فقال عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه‌- يا ابن رواحة؟ بين يدي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-




[1] انظر الطبقات الكبرى 2/ 92 و البيهقي في الدلائل 4/ 321 و الواقدي في المغازي 2/ 734.

[2] أخرجه أحمد 1/ 305 و ذكره الهيثمي في المجمع 3/ 278 و انظر البداية 4/ 231.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست