responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 138

و روى البيهقيّ عن محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: كان أبو شييم المزنيّ- رضي اللّه عنه قد أسلم فحسن إسلامه يحدّث و يقول: لما نفرنا إلى أهلنا مع عيينة بن حصن فرجع بنا عيينة، فلما كان دون خيبر عرّسنا من الليل، ففزعنا، فقال عيينة: أبشروا، إني رأيت الليلة في النوم أني أعطيت ذو الرّقيبة- جبلا بخيبر- قد و اللّه أخذت برقبة محمد- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فلما أن قدمنا خيبر- قدم عيينة، فوجدنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد فتح خيبر،

فقال عيينة: يا محمد! أعطني مما غنمت من حلفائي، فإني قد خرجت عنك و عن قتالك، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «كذبت و لكن الصّياح الذي سمعت أنفرك إلى أهلك قال: أحذني يا محمد؟ قال: «لك ذو الرّقيبة» قال عيينة: و ما ذو الرّقيبة؟ قال «الجبل الذي رأيت في منامك أنّك أخذته»

فانصرف عيينة، فلما رجع إلى أهله جاءه الحارث بن عوف، و قال: ألم أقل لك توضع في غير شي‌ء، فاللّه، ليظهرنّ محمد على ما بين المشرق و المغرب، يهود كانوا يخبروننا بهذا أشهد لسمعت أبا رافع سلام بن مشكم يقول: إنّا لنحسد محمدا على النّبوة، حيث خرجت من بني هارون، و هو نبيّ مرسل، و يهود لا تطاوعني على هذا، و لنا منه ذبحان واحد بيثرب و آخر بخيابر [1].

ذكر مصالحة أهل فدك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

لما أقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى خيبر فدنا منها بعث محيّصة بن مسعود الحارثي إلى فدك يدعوهم إلى الإسلام و يخوفهم أن يغزوهم كما غزا أهل خيبر. و يحل بساحتهم، قال محيّصة فجئتهم فأقمت عندهم يومين، فجعلوا يتربّصون و يقولون بالنّطاة عامر و ياسر و الحارث، و سيد اليهود مرحب، ما نرى محمدا بقرب حراهم، إن بها عشرة آلاف مقاتل، قال محيّصة:

فلما رأيت خبثهم أردت أن أرجع، فقالوا: نحن نرسل معك رجالا منّا يأخذون لنا الصّلح، و يظنّون أن يهود تمتنع، فلم يزالوا كذلك حتى جاءهم قتل أهل حصن ناعم، و أهل النجدة منهم، ففتّ ذلك أعضادهم، فقدم رجل من رؤسائهم يقال له نون بن يوشع في نفر من يهود، فصالحوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على أن يحقن دماءهم و يجليهم، و يخلّوا بينه و بين الأموال، ففعل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و يقال: عرضوا على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يخرجوا من بلادهم، و لا يكون للنبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عليهم من الأموال شي‌ء، فإذا كان أوان جذاذها جاءوا فجذّوها، فأبى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يقبل ذلك، و قال لهم محيّصة: ما لكم منعة و لا حصون و لا رجال، و لو بعث إليكم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مائة رجل لساقوكم إليه، فوقع الصّلح بينهم بأن لهم نصف الأرضين بتربتها، و لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- نصفها، فقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ذلك، يقول محمد بن عمر:

و هذا أثبت القولين، و أقرهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على ذلك، و لم يأتهم، فلمّا كان عمر بن‌


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 4/ 249 و المغازي للواقدي 2/ 675.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست