responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 20

و اجتمع إليه الناس، ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة، فصاح ثلاث صيحات فقال:

انفروا يا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث، ثم أرى بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم أخذ صخرة عظيمة، فنزعها من أصلها فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت الصخرة تهوي لها حسّ شديد، حتى إذا كانت في أسفل الجبل ارتضّت فما بقيت دار من دور قومك و لا بيت إلا دخل فيه فلقة، فقال العبّاس: و اللّه إن هذه لرؤيا فاكتميها. قالت: و أنت فاكتمها، لئن بلغت هذه قريشا ليؤذوننا، فخرج العباس من عندها فلقي الوليد بن عتبة فتحدث بها، و فشا الحديث بمكّة، حتى تحدثت به قريش في أنديتها.

قال العبّاس: فغدوت لأطوف بالبيت و أبو جهل في رهط من قريش قعود يتحدثون لرؤيا عاتكة، فلما رآني قال لي أبو جهل: يا بني عبد المطلب: متى حدّثت فيكم هذه النّبيّة؟ قلت:

و ما ذاك؟ قال: رؤيا عاتكة. قلت: و ما رأت؟ قال: ما رضيتم يا بني عبد المطلب أن يتنبّأ رجالكم حتى تتنبّأ نساؤكم. و لفظ ابن عقبة: أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، إنا كنا و إياكم كفرسي رهان، فاستبقنا المجد منذ حين، فلما تحاكت الرّكب قلتم: منا نبيّ، فما بقي إلا أن تقولوا: منا نبيّة، فما أعلم في قريش أهل بيت أكذب امرأة و لا رجلا منكم- و آذاه أشدّ الأذى- قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث، فسنتربّص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقّا ما تقول فسيكون، و إن تمض الثّلاث و لم يكن من ذلك شي‌ء كتبنا عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب.

قال العبّاس: فو اللّه ما كان منّي إليه كبير شي‌ء، إلا أنّي جحدت ذلك، و أنكرت أن تكون عاتكة رأت شيئا.

و عند ابن عقبة في هذا الخبر أنّ العبّاس قال لأبي جهل: هل أنت منته؟ فإن الكذب فيك و في أهل بيتك، فقال من حضرها: ما كنت جهولا يا أبا الفضل و لا خرقا، و كذلك قال ابن عائذ، و زاد: فقال العباس: مهلا يا مصفّر استه. و لقي العباس من عاتكة أذّى شديدا حين أفشى حديثها لهذا الفاسق.

قال العباس: فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقالت: أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول نساءكم و أنت تستمع، ثم لم يكن عندك كبير شي‌ء مما سمعت، قلت: قد و اللّه فعلت، ما كان منّي إليه كبير شي‌ء، و أيم اللّه لأتعرّضنّ له، فإن عاد لأكفيكنّه قال: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة و أنا حديد مغضب، أرى أنّي قد فاتني من عدو اللّه أمر أحبّ أن أدركه منه، قال: فدخلت المسجد فرأيته، فو اللّه إني لأمشي نحوه أتعرّضه ليعود لبعض ما قال فأقع به، و كان رجلا خفيفا، حديد الوجه‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست