responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 21

حديد اللسان حديد النّظر، قال: إذ خرج نحو باب المسجد يشتدّ قال: فقلت في نفسي: ما له لعنه اللّه أ كلّ هذا فرق من أن أشاتمه: قال: و إذا هو قد سمع ما لم أسمع، صوت، ضمضم بن عمرو الغفاريّ و هو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدّع بعيره، و حوّل رحله، و شقّ قميصه، و هو يقول: يا معشر قريش يا آل لؤيّ بن غالب، اللّطيمة اللّطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، و اللّه ما أرى أن تدركوها، ففزعت قريش أشدّ الفزع، و أشفقوا من رؤيا عاتكة، فشغله ذلك عني، و شغلني عنه ما جاء من الأمر. و قالت عاتكة:

ألم تكن الرؤيا بحقّ و جاءكم‌* * * بتصديقها فلّ من القوم هارب‌

فقلتم- و لم أكذب-: كذبت و إنّما* * * يكذّبنا بالصّدق من هو كاذب‌

فتجهز الناس سراعا و قالوا: أ يظنّ محمد و أصحابه أن تكون كعير ابن الحضرميّ- أي الآتي في السّرايا- كلّا و اللّه ليعلمنّ غير ذلك، فكانوا بين رجلين، إما خارج و إما باعث مكانه رجلا، و كان جهازهم في ثلاثة أيام، و يقال: في يومين، و أعان قويّهم ضعيفهم و قال سهيل بن عمرو، و زمعة بن الأسود، و طعيمة بن عديّ، و حنظلة بن أبي سفيان يحضّون الناس على الخروج. و قال سهيل: يا آل غالب أ تاركون أنتم محمدا و الصّباة معه من شبّانكم، و أهل يثرب يأخذون عيرانكم و أموالكم، من أراد مالا فهذا مالي و من أراد قوة فهذه قوّتي، فمدحه أميّة بن أبي الصّلت بأبيات، و مشى نوفل بن معاوية إلى أهل القوة من قريش، فكلمّهم في بذل النفقة و الحملان لمن خرج، فقال عبد اللّه بن أبي ربيعة: هذه خمسمائة دينار فضعها حيث رأيت، و أخذ من حويطب بن عبد العزّى مائتي دينار، و يقال: ثلاثمائة دينار، و قوي بها في السلاح و الظهر، و حمل طعيمة بن عديّ على عشرين بعيرا، و قوّاهم و خلفهم في أهلهم بمعونة، و لم يتركوا كارها للخروج يظنون أنه في صفّ محمد و أصحابه، و لا مسلما يعلمون إسلامه، و لا أحدا من بني هاشم، إلا من لا يتّهمون، إلا أشخصوه معهم، و كان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب و نوفل بن الحارث و طالب بن أبي طالب و عقيل بن أبي طالب في آخرين.

و كان لا يتخلف أحد من قريش إلا بعث مكانه بعيثا، و مشوا إلى أبي لهب فأبى أن يخرج أو يبعث أحدا. و يقال: إنه بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة- و أسلم بعد ذلك- و كان قد ليط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه، أفلس بها، فاستأجره، على أن يجزي عنه بعثه، فخرج عنه و تخلف أبو لهب، منعه من الخروج رؤيا عاتكة فإنه كان يقول: رؤيا عاتكة كأخذ باليد، و استقسم أمية بن خلف، و عتبة، و شيبة، و زمعة بن الأسود، و عمير بن وهب، و حكيم بن حزام، و غيرهم، عند هبل بالآمر و النّاهي من الأزلام فخرج القدح النّاهي عن الخروج، فأجمعوا المقام حتى أزعجهم أبو جهل بن هشام. و لما أجمع أميّة بن خلف القعود و كان شيخا جليلا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست