responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 19

للخروج معه و قال: هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا، لعل اللّه تعالى أن يغنمكموها، فانتدب الناس، فخفّ بعض، و ثقل بعض، و تخلف عنه بشر كثير، و كان من تخلف لم يلم، و ذلك أنهم لم يظنّوا أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يلقى حربا، و لم يحتفل لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) احتفالا بليغا، فقال: من كان ظهره حاضرا فليركب معنا. فجعل رجال يستأذنونه في ظهورهم في علوّ المدينة، قال: لا، إلا من كان ظهره حاضرا، و حمل سعد بن عبادة رضي اللّه عنه على عشرين جملا، و بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قبل خروجه من المدينة بعشر ليال طلحة بن عبيد اللّه و سعيد بن زيد إلى طريق الشام، يتحسّسان خبر العير، فبلغا أرض الخوار، بضم الخاء المعجمة و فتح الواو المخففة و بالراء- فنزلا على كثيّر بن مالك الجهنيّ رضي اللّه عنه فأجارهما، و أنزلهما و كتم عليهما حتى مرّت العير، ثم خرجا، و خرج معهما كثيّر خفيرا، حتى أوردهما ذا المروة، فقدما ليخبرا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فوجداه قد خرج. و لما أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ينبع أقطعها لكثيّر، فقال: يا رسول اللّه، إنّي كبير و لكن اقطعها لابن أخي، فأقطعه إياها، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. رواه عمر بن شبّة.

و أدرك أبا سفيان رجل من جذّام بالزّرقاء من ناحية معان، فأخبره أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قد كان عرض لعيره في بدايته، و أنه تركه مقيما ينتظر رجوع العير، و قد خالف عليهم أهل الطريق و وادعهم، فخرج أبو سفيان و من معه خائفين للرّصد. و لما دنا أبو سفيان من الحجاز جعل يتحسّس الأخبار، و يسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان: أن محمدا قد استنفر لك و لعيرك، فحذر عند ذلك و استأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ بعشرين مثقالا، فبعثه إلى مكة، و أمره أن يجدع بعيره، و يحول رحله، و يشقّ قميصه من قبله و من دبره إذا دخل مكة، و يأتي قريشا، و يستنفرهم إلى أموالهم، و يخبرهم أن محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم سريعا إلى مكة، و فعل ما أمره به أبو سفيان.

ذكر منام عاتكة بنت عبد المطلب‌

روى ابن إسحاق و الحاكم و البيهقي من طريق عكرمة، عن ابن عباس و موسى بن عقبة، و ابن إسحاق عن عروة، و البيهقيّ، عن ابن شهاب، قالوا: رأت عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم- قبل مقدم ضمضم على قريش بثلاث ليال- رؤيا. فأصبحت عاتكة فأعظمتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخي، لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، ليدخلنّ على قومك منها شرّ و بلاء! فقال: و ما هي؟ قالت: لن أحدّثك حتى تعاهدني أنك لا تذكرها، فإنهم إن سمعوها آذونا و أسمعونا ما لا نحبّ، فعاهدها العبّاس، فقالت: رأيت أن رجلا أقبل على بعير فوق الأبطح، فصاح بأعلى صوته: انفروا يا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث، و صاح ثلاث صيحات فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم إن بعيره دخل به المسجد،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست