responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 18

الباب السابع في بيان غزوة بدر الكبرى‌

و يقال لها: العظمى، و بدر القتال، و يوم الفرقان، كما رواه ابن جرير و ابن المنذر، و صحّحه و الحاكم عن ابن عباس، قال: لأن اللّه تعالى فرّق فيه بين الحقّ و الباطل. و هي الوقعة العظيمة التي أعزّ اللّه تبارك و تعالى بها الإسلام، و دفع الكفر و أهله، و جمعت الآيات الكثيرة و البراهين الشهيرة، و ليحقق اللّه تعالى ما وعدهم من إحدى الطائفتين، و ما أخبرهم به من ميلهم إلى العير دون الجيش، و مجي‌ء المطر عند الالتقاء، و كان للمسلمين نعمة و قوة، و على الكفار بلاء و نقمة. و إمداد اللّه تعالى المؤمنين بجند من السماء حتى سمعوا أصواتهم حين قالوا: أقدم حيزوم، و رأوا الرؤوس تتساقط من الكواهل من غير قطع و لا ضرب، و أثر السّياط في أبي جهل و غيره، و رمى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المشركين بالحصا و التّراب حتى عمّت رميته الجميع، و تقليل المشركين في أعين المسلمين، ليزيل عنهم الخوف، و يشجعهم على القتال، و إشارة المصطفى (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى مصارع المشركين بقوله: هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان، فرأى المسلمون ذلك على ما أشار إليه (صلّى اللّه عليه و سلم) و ذكره، و قوله لعقبة بن أبي معيط: إن وجدتك خارج جبال مكة قتلتك صبرا، فحقق اللّه تعالى ذلك، و إخبار عمه العباس بما استودع أم الفضل من الذهب، فزالت شبهة العباس في صدقه و حقيقة نبوته، فازداد بصيرة و يقينا في أمره، و تحقيق اللّه تبارك و تعالى وعده للمؤمنين، إذ يقول: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ‌ [الأنفال 70] فأعطى العبّاس بدل عشرين أوقية عشرين غلاما يتّجرون له بماله.

و اطلاع اللّه تعالى رسوله على ائتمار عمير بن وهب و صفوان بن أمية بمكة على قتله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فعصمه اللّه تعالى من ذلك و جعله سببا لإسلام عمير بن وهب، و عاد إلى مكة داعيا إلى الإسلام. إلى غير ذلك من الآيات و المعجزات التي أعطاها اللّه لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و أراها من معه من المؤمنين فزادتهم بصيرة و يقينا.

و ردّ عين قتادة بعد ما سالت عن خدّه، و الصحيح أن ذلك كان في أحد. و كانت غزوة بدر الكبرى أكرم المشاهد.

و السبب في خروج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إليها أنه سمع أن أبا سفيان بن حرب مقبل من الشام في ألف بعير لقريش، فيها أموال عظام، و لم يبق بمكة قرشيّ و لا قرشيّة له مثقال فصاعدا إلا بعث به في العير، فيقال: إن فيها خمسين ألف دينار، و يقال أقلّ. و فيها سبعون رجلا كما ذكر ابن عقبة و ابن عائذ. و قال ابن إسحاق: ثلاثون أو أربعون، منهم مخرمة بن نوفل و عمرو بن العاص، و أسلما بعد ذلك، و هي التي خرج لها حتى بلغ العشيرة فوجدها قد مضت. و ندب المسلمين‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست