responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 69

و احتجّ من قال بهذا القول بقوله تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ‌ [الإسراء: 60] و لو كان يقظة لقال: «الرؤية» بالتاء، و قول أنس في حديثه في رواية شريك:

«و هو نائم بالمسجد الحرام». و ذكر القصة الواردة ليلة الإسراء، ثم قال في آخرها:

«استيقظت- أي انتبهت- من منامي و أنا في المسجد الحرام». و هذا المذهب يعزى لمعاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنه فإن ابن إسحاق قال: «حدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال:

«كانت رؤيا من اللّه تعالى صادقة». و يعقوب و إن كان ثقة إلا أنه لم يدرك معاوية فالحجة منقطعة.

و يعزى أيضا إلى عائشة رضي اللّه عنها، قال ابن إسحق: «حدّثني بعض آل أبي بكر أن عائشة زوج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كانت تقول: «ما فقد جسد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لكن أسري بروحه». كذا فيما وقفت عليه من نسخ السيرة «فقد» بالبناء للمفعول. و في الذي وقفت عليه من نسخ الشّفا للقاضي «ما فقدت» بالبناء للفاعل و إسناد الفعل إلى تاء المتكلّم.

و أجيب عن الأول بأن «الرؤيا» قد تكون بمعنى «الرؤية» في اليقظة كما نقله أبو الخطّاب ابن دحية عن ابن عباس. قال الشيخ السهيلي في الروض: «و أنشدوا للراعي يصف صائدا:

و كبّر للرّؤيا و هشّ فؤاده‌* * * و بشّر قلبا كان جمّا بلابله‌

و قوله: إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ‌ [الإسراء: 60] يدل على أنها رؤية عين، و إسراء شخص، إذا ليس في الحلم فتنة للناس من تعجّبهم تعجّب استحالة، حتى ارتدّ كثير ممن آمن. و قال الكفّار:

«يزعم محمد أنه أتى بيت المقدس و رجع إلى مكة في ليلته، و العير تطّرد إليها شهرا مقبلة و شهرا مدبرة. و لو كانت رؤيا نوم لم يستبعد أحد منهم هذا، فمعلوم أن النائم قد يرى نفسه في السماء و في المشرق و في المغرب فلا يستبعد منه ذلك، و يؤيد كونها يقظة ما ورد من شربه تلك الليلة الماء الذي كان لسفّار قريش، و ضعوه في بعض مراحلهم في قدح و غطّوه، فأصبحوا و لا ماء فيه، فعجبوا لذلك. و إرشاد أصحاب العير الذين ندّ بعيرهم حين أنفره حسّ البراق حتى دلّهم عليه، فأخبر أهل مكة بأمارة ذلك، حتى ذكر الغرارتين السوداء و البرقاء، و وعده لقريش بقدوم العير التي أرشد أصحابها إلى بعيرهم و شرب مائهم أن يقدموا يوم الأربعاء». كما سيأتي بيان ذلك مبسوطا في القصة. و هذا كله لا يكون إلا يقظة و قد تقدم في القول الأول عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أنه قال في الآية: هذه رؤيا عين أريها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ليلة الإسراء فراجعه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست