responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 68

لبعض الناس في ذلك فتنة».

و ما رواه ابن مردويه عن الحسن بن على رضي اللّه عنهما، رفعه قال: «رأيت كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا»، فقال: هي دنيا تنالهم،

و نزلت هذه الآية، فكلاهما إسناد ضعيف و الصحيح ما تقدّم، و جزم بما قاله ابن عباس إنها رؤيا عين ليلة الإسراء مجاهد و سعيد بن جبير و الحسن و مسروق و إبراهيم و قتادة و عبد الرحمن ابن زيد و غير واحد.

تنبيه: قال ابن دحية: «جنح البخاري إلى أن ليلة الإسراء كانت غير ليلة المعراج لأنه أفرد لكل منهما ترجمة» قال الحافظ: «و لا دلالة في ذلك على التغاير عنده، بل كلامه في أول الصلاة ظاهر في اتحادهما، و ذلك أنه ترجم باب: كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء، و الصلاة إنما فرضت في المعراج، فدلّ على اتحادهما عنده، و إنما أفرد كلّا منهما بترجمة لأن كلا منهما يشتمل على قصة منفردة و إن كانا وقعا معا.

القول الثاني: إن الإسراء كان بالجسد يقظة إلى بيت المقدس و إلى السماء بالروح، ذهب إلى هذا طائفة و احتجّوا بقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‌ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى‌ [الإسراء: 1] فجعل المسجد الأقصى غاية للإسراء الذي وقع التّعجب فيه من حيث أنه كان في بعض ليلة. و التّعجب فيه من الكفّار تعجّب استحالة، و من المؤمنين تعجّب تعظيم القدرة الباهرة. و وقع التّمدّح بتشريف النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و إظهار الكرامة له بالإسراء إليه. و لو كان الإسراء إلى مكان زائد على المسجد الأقصى لذكره تعالى فيكون ذكره أبلغ في المدح من عدم ذكره فيه ..

و أجاب الأئمة عن ذلك بأن استدرجهم إلى الإيمان بذكر الإسراء أولا، فلمّا ظهرت أمارات صدقه، و صحّت لهم براهين رسالته، و استأنسوا بتلك الآية الخارقة، أخبرهم بما هو أعظم منها، و هو المعراج، فحدّثهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) به، و أنزله اللّه تعالى في سورة النّجم. و يؤيّد وقوع المعراج عقب الأسراء في ليلة واحدة رواية ثابت عن أنس رضي اللّه عنه عند مسلم:

«أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس»، فذكر القصة إلى أن قال: «ثمّ عرج بنا إلى السماء الدنيا» و حديث أبي سعيد الخدري: بالخاء المعجمة المضمومة و بالدال المهملة.

عند ابن إسحق: «فلما فرغت مما كان في بيت المقدس أتي بالمعراج». فذكر الحديث.

القول الثالث: إن الإسراء كان بالروح و إنه رؤيا منام، مع اتفاقهم أن رؤيا الأنبياء وحي بشهادة: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى‌ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ‌ [الصافات: 102]، و

قوله (صلّى اللّه عليه و سلم): «الأنبياء تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم»

[1].


[1] جزء من حديث أخرجه البخاري 6/ 670 (3570).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست