responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 67

الباب الخامس في كيفية الإسراء برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هل تكرر أم لا

و فيه فصلان: الأول: اعلم أنه لا خلاف في صحة الإسراء به (صلّى اللّه عليه و سلم). إذ هو نصّ القرآن على سبيل الإجمال، و جاءت بتفصيله و شرح عجائبه أحاديث كثيرة منتشرة عن جماعة من الصحابة يأتي ذكرهم بعد في باب مفرد، و إنما الخلاف في كيفية الإسراء، فاختلف العلماء في ذلك على أقوال: الأول و هو قول الأكثر إنه كان بالروح و الجسد معا يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى إلى حيث شاء العليّ الأعلى.

قال القاضي و غيره: «و هو الحق و عليه تدل الآية نصّا و صحيح الأخبار إلى السموات استفاضة و لا يعدل عن الظاهر من الآية و الأخبار الواردة فيه، و لا عن الحقيقة المتبادرة إلى الأذهان من ألفاظهما، إلى التأويل، إلا عند الاستحالة و تعذّر حمل اللفظ على حقيقته، و ليس في الإسراء بجسده و حال يقظته استحالة تؤذن بتأويل، إذ لو كان مناما لقال: سبحان الذي أسرى بروح عبده، و لم يقل: بعبده، و العبد حقيقة هو الروح و الجسد، و يدل عليه قوله تعالى‌ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‌ [النجم: 17] أي ما عدل عن رؤية ما أمر برؤيته من عجائب الملكوت و ما جاورها لصراحة ظاهرة في كونه بجسده يقظة لأنه أضاف الأمر إلى البصر، و هو لا يكون إلا يقظة بجسده بشهادة: لَقَدْ رَأى‌ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‌ [النجم: 18]. و لو كان مناما لما كانت فيه آية و لا معجزة خارقة للعادة تورث عدم صدقه، و إن كانت رؤيا الأنبياء و حيا، إذ ليس فيها من الأبلغية و خرق العادة ما فيه يقظة. و أيضا لو كان مناما لما استبعده الكفّار و لا كذّبوه، و لا ارتد به ضعفاء من أسلم و افتتنوا به، لبعده عن ساحة العادة، و وقوعه في زمن يستبعد فيه جدا، إذ مثل هذه المنامات لا ينكر، بل لم يكن منهم ذلك الاستبعاد و التكذيب، و الارتداد و الافتتان إلا و قد علموا أن خبره إنما هو عن جسمه و حال يقظته».

و قد روى البخاري في باب الإسراء من صحيحه، و سعيد بن منصور في سننه عن ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ‌ [الإسراء:

60] هي رؤيا عين أريها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ليلة الإسراء. زاد سعيد: «و ليست رؤيا منام».

قال الحافظ: «إضافة الرؤية للعين للاحتراز عن رؤيا القلب. و قد أثبت اللّه تعالى رؤيا القلب في القرآن بقوله: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌ [النجم: 11]، و رؤية العين بقوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‌ [النجم: 17]. و أما ما رواه ابن مردويه عن طريق العوفي عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما في الآية قال: «رأى أنه وصل مكة و أصحابه. فلما ردّه المشركون كان‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست