responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 282

المدينة فرأوا موضعها صفة بلد نبيّ يجدون وصفه في التوراة بأنه خاتم النّبيّين، فاشتورت طائفة منهم على أن يتخلّفوا به، فنزلوا في موضع سوق بني قينقاع، ثم تألّفت إليهم أناس من العرب فرجعوا إلى دينهم، فكانوا أوّل من سكن موضع المدينة. و يذكر أن قوما من العمالقة سكنوه قبلهم.

و روى أبو نعيم و ابن عساكر عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: «بلغني أن بني إسرائيل لما أصابهم ما أصابهم من ظهور بختنصّر عليهم و فرقتهم و ذلّتهم تفرّقوا، و كانوا يجدون محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) منعوتا في كتابهم، و أنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في قرية ذات نخل، و لما خرجوا من أرض الشام كانوا يعبرون كلّ قرية من تلك القرى العربية بين الشام و اليمن يجدون نعتها نعت يثرب فينزل بها طائفة منهم يرجون أن يلقوا محمدا فيتّبعونه حتى نزل طائفة من بني هارون ممن حمل التوراة إلى يثرب، فمات أولئك الآباء و هم يؤمنون بمحمد (صلّى اللّه عليه و سلم) و يحثّون أبناءهم على اتّباعه، فأدركه من أدركه من أبنائهم، فكفروا به و هم يعرفونه لحسدهم الأنصار حيث سبقوهم إليه.

و روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي و غيره من أهل المدينة قالوا:

«كان بالمدينة في سالف الزمان قوم يقال لهم: صعل و فالج، فغزاهم داود النبي (عليه الصلاة و السلام) و أخذ منهم مائة ألف عذراء، قالوا: و سلّط اللّه عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا. و لم تزل اليهود ظاهرين على المدينة حتى كان سيل العرم. قال المفسّرون: كانت أرض سبأ المعنيّة بقوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ [سبأ 15] أخصب بلاد اللّه لم تكن سبخة و قيل: لم يكن فيها بعوض و لا ذباب و لا برغوث و لا عقرب. و لا حيّة، و يمر الغريب بواديهم و في ثيابه القمل فيموت، و تخرج المرأة و على رأسها مكتلها فتعمل بمغزلها و تسير بين ذلك الشّجر فيمتلئ مما يتساقط من الثّمر، و كان طول بلدهم أكثر من شهرين للراكب المجدّ و كذلك عرضها، و أهلها في غاية الكثرة مع اجتماع الكلمة و القوة. و كانوا كما قصّ اللّه تعالى من خبرهم بقوله: وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً [سبأ 18] أي يرى بعضها من بعض لتقاربها فكانوا آمنين في بلادهم، تخرج المرأة لا تتزود شيئا تبيت في قرية و تقيل في أخرى حتى تأتي الشام. فبطروا النعمة فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا [سبأ: 19]، أي بمفاوز بينهم و بين الشام يركبون فيها الرّواحل، فعجّل اللّه لهم الإجابة كما قال تعالى‌ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَ مَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ‌ [سبأ 19].

«و كانوا يقتتلون على ماء واديهم فأمرت بلقيس بواديهم فسدّ بالعرم و هو المسنّاة بلغة حمير، فسدّت ما بين الجبلين بالصّخر و القار، و جعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض، و بنت من‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست