responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 283

دونه بركة ضخمة، و جعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا إلى الماء، و إذا استغنوا سدّوها، فإذا جاء ماء المطر اجتمع إليه ماء أودية اليمن فاحتبس السّيل من وراء السّدّ، فأمرت بالباب الأعلى ففتح فجرى ماؤه في البركة، فكانوا يستقون من الباب الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث فلا ينفد الماء حتى يرجع الماء من السنة المقبلة، فكان السيل يأتيهم من مسيرة عشرة أيام حتى يستقر في واديهم فيجتمع الماء من تلك السيول و الجبال في ذلك الوادي. و كان السّد فرسخا في فرسخ بناه لقمان الأكبر العاديّ و قيل سبأ بن يشجب، و مات قبل إكماله فأكمله ملوك حمير.

«و كان أولاد حمير بن سبأ و أولاد كهلان بن سبأ سادة اليمن في ذلك الزمان و كان كبيرهم عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، و كانت زوجة عمرو يقال لها طريفة، من حمير و كانت كاهنة، فولدت له ثلاثة عشر ولدا: ثعلبة أبو الأوس و الخزرج، و حارثة والد خزاعة، و جفنة و الدغسّان- و قيل فيهم غير ذلك- و ولدت له وداعة و أبا حارثة و الحارث و عوفا و كعبا و مالكا و عمرانا هؤلاء أعقبوا كلّهم و الثلاثة الباقون لم يعقبوا. و كان لعمرو مزيقياء من القصور و الأموال ما لم يكن لأحد فرأى أخوه عمران و كان كاهنا أن قومه سيمزّقون و تخرب بلادهم فذكره لعمرو. ثم أن طريفة الكاهنة سجعت له بما يدل على ذلك فقال: و ما علامته؟ قالت:

إذا رأيت جرذا يكثر في السّدّ الحفر، و يقلب منه بيديه الصّخر [فاعلم أن قد وقع الأمر].

«فلما غضب اللّه تعالى عليهم و أذن في هلاكهم دخل عمرو بن عامر فرأى جرذا تنقل أولادها من بطن الوادي إلى أعلى الجبل فقال: ما نقلت هذه أولادها من ههنا إلا و قد حضر أهل هذه البلاد عذاب فخرقت ذلك العرم فنقبت نقبا، فسال الماء من ذلك النّقب إلى جنبه فأمر بذلك النّقب فسدّ، فأصبح و قد انفجر بأعظم مما كان، فأمر به أيضا فسدّ، ثم انفجر بأعظم مما كان فلم يترك فرجة بين حجرين إلا أمر بربط هرّة عندها فما زاد الأمر إلا شدّة، و كان الجرذ يقلب بيديه و رجليه الصّخرة ما يقلبها خمسون رجلا. فلما رأى ذلك دعا ابن أخيه فقال: إذا جلست العشيّة في نادي قومي فائتني فقل: علام تجلس على مالي؟ فإني سأقول لك: ليس لك عندي مال و لا ترك أبوك شيئا و إنك كاذب. فإن كذّبتك فكذّبني و اردد عليّ مثل ما قلت لك، فإذا فعلت ذلك فإني سأشتمك إذا أنت شتمتني و إن أنا لطمتك فالطمني. قال: ما كنت لأستقبلك بذلك يا عمّ. قال: بلى فافعل فإني أريد بذلك صلاحك و صلاح أهل بيتك. فقال الفتى: نعم، حيث عرف رأي عمرو. فجاء، فقال ما أمره به حتى لطمه فتناول الفتى عمّه فلطمه. فقال الشيخ: «يا معشر بني فلان أ ألطم فيكم؟ لا سكنت في بلد لطمني فيه فلان أبدا، من يبتاع مني؟» فلما عرف القوم منه الجدّ أعطوه، فنظر إلى أفضلهم عطيّة فأوجب له البيع،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست