responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 207

الحرث فخلعهما من رجليه، ثم رمى بهما إليّ، فقال: و اللّه لتنتعلنّهما. قال: يقول أبو جابر:

[مه‌] أحفظت و اللّه الفتى فاردد عليه نعليه. قال: قلت: لا و اللّه لا أردهما، فأل و اللّه صالح، لئن صدق الفأل لأسلبنّه». قال ابن إسحاق: «و حدثني عبد اللّه بن أبي بكر: أنهم أتوا عبد اللّه بن أبيّ بن سلول فقالوا له مثل ما ذكر كعب من القول، فقال لهم: و اللّه إن هذا لأمر جسيم ما كان قومي ليتفوتوا عليّ بمثل هذا و ما علمته. قال: فانصرفوا عنه. قال: و نفر الناس من منى، فتنطّس القوم الخبر، فوجدوه قد كان. و خرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر، و المنذر بن عمرو، و كلاهما كان نقيبا. فأما المنذر فأعجز القوم، و أما سعد فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه و يجذبونه بجمّته و كان ذا جمّة و شعر كثير. قال سعد: فو اللّه إني لفي أيديهم إذ طلع عليّ نفر من قريش فيهم رجل وضي‌ء أبيض شعشاع حلو من الرجال.

قال: قلت في نفسي: إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا. قال: فلما دنا منّي رفع يده فلطمني لطمة شديدة- قال ابن هشام: هو سهيل بن عمرو، قلت: و أسلم بعد ذلك- قال:

فقلت في نفسي: لا و اللّه ما عندهم بعد هذا خير. قال: فواللّه إني لفي أيديهم يسحبونني إذا أوى إلى رجل ممن كان معهم- قال ابن هشام: هو أبو البختريّ بن هشام، قلت: و مات كافرا- فقال: ويحك: أما بينك و بين أحد من قريش جوار و لا عهد؟ قال: قلت: بلى و اللّه و لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عديّ تجارة، و أمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي، و للحرث بن حرب بن أمية. قال: ويحك، فاهتف باسم الرجلين، و اذكر ما بينك و بينهما. قال: ففعلت و خرج ذلك الرجل إليهما فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما: إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ليهتف بكما و يذكر أن بينه و بينكما جوارا. قالا: و من هو؟ قال: سعد بن عبادة. قالا: صدق و اللّه إن كان ليجير لنا تجارنا و يمنعهم أن يظلموا ببلده. قال: فجاء فخلّصا سعدا من أيديهم، فانطلق.

قال ابن إسحاق: و كان أول شعر قيل في الهجرة بيتين قالهما ضرار بن الخطّاب بن مرداس أخو بني محارب بن فهر- قلت: و أسلم بعد ذلك.

تداركت سعدا عنوة فأخذته‌* * * و كان شفاء لو تداركت منذرا

و لو نلته طلّت هناك جراحه‌* * * و كان حرّيا أن يهان و يهدرا [1]

قال ابن هشام: و يروى: «و كان حقيقا أن يهان و يهدرا»، قال ابن إسحاق: فأجابه حسّان بن ثابت فيهما فقال:


[1] انظر ديوان حسان 116.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست