و لا تك كالثّكلى و كانت بمعزل* * * عن الثّكل لو كان الفؤاد تفكّرا
و لا تك كالشّاة التي كان حتفها* * * بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
و لا تك كالغاوي فأقبل نحره* * * و لم يخشه سهما من النّبل مضمرا
فإنّا و من يهدي القصائد نحونا* * * كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا [1]
تنبيهات
الأول: لم يأمر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) البراء بن معرور بإعادة الصلاة التي صلّاها إلى الكعبة حيث كان الفرض عليهم إلى بيت المقدس لأن البراء أسلم لما شاهد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فلم يأمره بإعادة تلك الصلاة من أجل ذلك كذا قيل، و الذي يقتضيه سياق القصة أن البراء كان مسلما قبل هجرته إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و يحتمل أن تكون صلاة البراء إلى الكعبة اتّباعا لما علم به من علماء اليهود أن هذا النبي المبعوث في عصرهم هو على دين إبراهيم و دينهم و قبلته الكعبة مستصحبا لأصل الحكم في ذلك، و رجّحه على ما وجد فيه من التردد و ضده في ثبوته و الاختلاف في صحته، و هو وجه من وجوه الترجيح. و قال السهيلي: إنما لم يأمره (صلّى اللّه عليه و سلم) بإعادة ما قد صلّى لأنه كان متأوّلا.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
«مجنّة»: بميم فجيم مفتوحتين، و كسر بعضهم الميم، سويق بأسفل مكة على بريد منها.
«عكاظ» بالضم: سوق بقرب مكة وراء قرن المنازل.
«مضر» بضم الميم و فتح الضاد المعجمة.
«يؤويني»: يضمّني إليه و يحوطني.
«فقهنا» بكسر القاف: فهمنا.
«واعدنا» رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، يجوز بسكون الدال، فيكون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) منصوبا على أنه مفعول، و يجوز فتح الدال، فرسول مرفوع فاعل.