responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 203

دعوناه إلى الإسلام و أخبرناه بميعاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إيّانا العقبة. قال: فأسلم و شهد معنا العقبة [و كان نقيبا].

[قال‌]: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) نتسلّل تسلّل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشّعب عند العقبة، و نحن ثلاثة و سبعون رجلا، و معنا امرأتان من نسائنا: نسيبة [1] بنت كعب، أمّ عمارة، إحدى نساء بني مازن بن النّجّار، و أسماء بنت عمرو [2] بن عديّ [بن نابي، إحدى نساء بني سلمة و هي أم منيع‌]. فاجتمعنا في الشّعب ننتظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)- و ذكر ابن سعد و أبو معشر أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سبقهم و انتظرهم- حتى جاءنا و معه العباس بن عبد المطلب، و هو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحبّ أن يحضر أمر ابن أخيه و يتوثّق له.

فلما جلس كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال: «يا معشر الخزرج،- قال:

و كانت العرب إنما يسمون هذا الحيّ من الأنصار الخزرج خزرجها و أوسها- إن محمدا منا حيث قد علمتم، و قد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزّ من قومه و منعة في بلده، و إنه قد أبي إلا الانحياز إليكم و اللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه و مانعوه ممّن خالفه، فأنتم و ما تحملتم من ذلك، و إن كنتم ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عزّ و منعة من قومه و بلده. و روى الإمام أحمد عن الشّعبيّ عن أبي مسعود البدري [3] رضي اللّه عنه قال: انطلق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و معه عمّه العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة فقال: «ليتكلم متكلمكم و لا يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا، و إن يعلموا بكم يفضحوكم». فقلنا «قد سمعنا ما قلت فتكلّم يا رسول اللّه و خذ لنفسك و لربك ما أحببت».

قال: فتكلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فتلا القرآن و دعا إلى اللّه و رغّب في الإسلام، ثم قال:

«أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم». قال: فأخذ البراء بن معرور


[1] نسيبة بفتح النون أيضا بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مبدول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية أم عمارة مشهورة بكنيتها و اسمها معا. الإصابة 8/ 198.

[2] أسماء بنت عمرو بن عدي بن ياسر بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية أم معاذ بن جبل و كنيتها أم منيع .. ذكر ابن إسحاق بسند صحيح عن كعب بن مالك أنها كانت مع من شهد العقبة مع السبعين هي نسيبة بنت كعب و قال في التجريد و قيل: هي أسماء بنت عدي بن عمرو. الإصابة 8/ 8.

[3] عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة:- بفتح الهمزة و كسر المهملة- ابن عطية بن جدارة بجيم- ابن عوف بن الخزرج الأنصاري البدري أبو مسعود. عدّه فيمن شهد بدرا البخاري تبعا لابن شهاب و الحكم بن عتيبة و ابن إسحاق. و قال سعيد بن إبراهيم: لم يشهدها. له مائة و حديثان، اتفقا على تسعة، و انفرد (خ) بحديث، و (م) بسبعة. و عنه ابن بشير و أبو وائل و قيس بن أبي حازم. قال الهيثم: مات سنة أربعين. و قيل: بعد سنة ثلاثين بسنة أو سنتين.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست