responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 204

بيده، ثم قال: «نعم فواللّه الذي بعثك بالحق لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول اللّه فنحن و اللّه أبناء الحرب و أهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر». قال: فاعترض القول، و البراء يكلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، أبو الهيثم بن التّيّهان، فقال: «يا رسول اللّه، إن بيننا و بين الرجال حبالا و إنا قاطعوها- يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك و تدعنا؟» قال: فتبسّم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم‌

قال: «بل الدّم الدّم و الهدم الهدم»

أي ذمتي ذمتكم و حرمتي حرمتكم- «أنا منكم و أنتم منّي أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم».

قال كعب: و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم».

فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس:

فمن الخزرج: أبو أمامة أسعد بن زرارة نقيب بني النّجّار. و رافع بن مالك بن العجلان نقيب بني زريق، و سعد بن الرّبيع، بفتح الراء، و عبد اللّه بن رواحة نقيب بني الحارث بن الخزرج و سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو نقيب بني ساعدة و البراء بن معرور- بالعين المهملة و عبد اللّه بن عمرو بن حرام و عبادة بن الصامت. و من الأوس: أسيد بن حضير- بالحاء المهملة و الضاد المعجمة- نقيب بني عبد الأشهل و رفاعة بن عبد المنذر و سعد بن خيثمة نقيبا بني عمرو بن عوف.

قال ابن إسحاق: حدثني عبد اللّه بن أبي بكر أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال للنّقباء: «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم و أنا كفيل على قومي»

- يعني المسلمين. قالوا: نعم. قال ابن هشام: و أهل العلم يعدّون فيهم أبا الهيثم بن التيهان و لا يعدون رفاعة.

و روى البيهقي عن الإمام مالك رضي اللّه عنه قال: حدثني شيخ من الأنصار أن جبريل (عليه السلام) كان يشير إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى من يجعله نقيبا ليلة العقبة. قال مالك: و كنت أعجب كيف جاء هذا؟ رجلان من قبيلة و رجل من أخرى، حتى حدّثت بهذا الحديث: أن جبريل هو الذي ولّاهم و أنه أشار إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). و روى أبو نعيم عن ابن عمر قال: «لما أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) النقباء قال: لا يجد امرؤ في نفسه شيئا إنما أخذ من أشار إليه جبريل» و روى أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) نقب على النقباء أسعد بن زرارة فلما توفي أسعد و المسجد يبنى اجتمع بنو النجار إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و سألوه أن يجعل منهم شخصا نقيبا عليهم، فقال: «أنتم أخوالي و أنا نقيبكم» [1] و كره رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يخصّ بها بعضهم دون بعض قال السهيلي: «و إنما


[1] ذكره ابن كثير في البداية و النهاية 3/ 229.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست