responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 202

إلى الشام و صلّى هو إلى الكعبة حتى قدمنا مكة و قد كنّا عبنا عليه ما صنع و أبى إلا الإقامة على ذلك فلما قدمنا مكة قال لي: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتى أسأله عما صنعت. في سفري هذا، فإنه و اللّه لقد وقع في نفسي منه شي‌ء لما رأيت من خلافكم إياي فيه. قال: فخرجنا نسأل عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و كنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجلا من أهل مكة فسألناه عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: هل تعرفانه؟ فقلنا: لا. قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمّه؟ قلنا: نعم. و قد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا.

قال: فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس. قال: فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جالس معه. فسلّمنا ثم جلسنا إليه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) للعبّاس:

«هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟» قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيّد قومه، و هذا كعب بن مالك. قال: فواللّه ما أنسى قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «الشاعر؟» قال: نعم. فقال البراء بن معرور: يا نبيّ اللّه، إني خرجت في سفري هذا و قد هداني اللّه تعالى للإسلام فرأيت ألّا أجعل هذه البنيّة منّي بظهر فصلّيت إليها، و قد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شي‌ء، فما ذا ترى يا رسول اللّه؟ قال: «قد كنت على قبلة لو صبرت عليها». قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و صلّى معنا إلى الشام. قال: و أهله يزعمون أنه صلّى إلى الكعبة حتى مات، و ليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم.

قال ابن هشام: و قال عون بن أيوب الأنصاري:

و منّا المصلّي أوّل النّاس مقبلا* * * على كعبة الرّحمن بين المشاعر [1]

يعني البراء بن معرور [2]. قال كعب: ثم خرجنا إلى الحجّ و واعدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) العقبة من أوسط أيام التشريق- زاد ابن سعد- «ليلة النّفر الأول [إذا هدأت الرّجل‌] أن يوافوه في الشّعب الأيمن إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد الحرام اليوم، و أمرهم ألا ينبّهوا نائما و لا ينتظروا غائبا». [قال‌]: فلما فرغنا من الحجّ و كانت الليلة التي واعدنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لها و معنا عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو جابر، سيّد من ساداتنا و شريف من أشرافنا أخذناه معنا، و كنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلّمناه و قلنا له: يا أبا جابر إنك سيّد من سادتنا و شريف من أشرافنا، و إنا نرغب بك عمّا أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا، ثم‌


[1] البيت في الروض الأنف 2/ 189.

[2] البراء بن معرور بن صخر بن سابق بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عليّ بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي .. أبو بشر قال موسى بن عقبة عن الزهري:

كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة و هو أول من بايع في قول ابن إسحاق و أول من استقبل القبلة و أول من أوصى بثلث ماله و هو أحد النقباء. الإصابة 1/ 149.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست