responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 201

الباب الثامن في بيعة العقبة الثالثة

قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما: «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم مجنّة و عكاظ و في المواسم بمنى يقول: «من يؤويني؟ و من ينصرني؟ حتى أبلّغ رسالات ربي و له الجنة»، فلا يجد أبدا أحدا يؤويه و لا ينصره، حتى أنّ الرجل ليرحل من مضر أو اليمن، فيأتيه قومه و ذوو رحمه فيقولون: احذر فتى قريش لا يفتنك يمضي بين رحالهم، و هم يشيرون إليه بأصابعهم، حتى بعثنا اللّه إليه من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به و يقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا و فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام. ثم بعثنا اللّه تعالى فأتمرنا و اجتمعنا فقلنا:

متى نذر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يطوف في جبال مكة و يخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل و رجلين حتى توافينا عنده، فقلنا: يا رسول اللّه علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل، و على النفقة في العسر و اليسر، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و على أن تقولوا في اللّه، لا تأخذكم لومة لائم، و على أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم و أزواجكم و أبناءكم و لكم الجنّة».

«فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة، و هو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال: رويدا يا أهل يثرب. فإنا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلا و نحن نعلم أنه رسول اللّه و أن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّة و قتل خياركم و أن تعضّكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على عضّ السيوف إذا مسّتكم و على قتل خياركم و على مفارقة العرب كافّة، فخذوه، و أجركم على اللّه، و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو أعذر لكم عند اللّه.

فقلنا: ابسط يدك يا أسعد بن زرارة، فواللّه لا نذر هذه البيعة و لا نستقيلها. فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا، يأخذ علينا شرطه و يعطينا على ذلك الجنة»، رواه الإمام أحمد و البيهقي.

و روى ابن إسحاق عن كعب بن مالك رضي اللّه عنه قال: «خرجنا في حجّاج قومنا من المشركين و قد صلّينا و فقهنا، و معنا البراء بن معرور سيّدنا و كبيرنا- زاد الحاكم- و كنا خمسمائة، حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال: يا هؤلاء إني قد رأيت رأيا، و و اللّه ما أدري أ توافقونني عليه أم لا. فقلنا: و ما ذاك؟ قال: قد رأيت ألّا أدع هذه البنيّة منّي بظهر- يعني الكعبة- و أن أصلّي إليها. قال: فقلنا: و اللّه ما بلغنا أن نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) يصلي إلا إلى الشام، و ما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصلّ إليها. فقلنا له: لكنّا لا نفعل. قال فكنّا إذا حضرت الصلاة صلّينا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست