السّابع: التاريخ: تعريف الوقت، و في الاصطلاح: تعيين وقت ينسب إليه زمان و ما بعده.
و قيل: هو يوم معلوم ينسب إليه زمان يأتي بعده.
و قيل: تعريف الوقت بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع من ظهور جولة، أو وقوع حادثة من طوفان، أو زلزلة، أو نحو ذلك من الأبيات.
النّوع الرّابع: في حوادث السّنة الأولى غير المغازي و السّرايا.
فيها صلى الجمعة في طريق بني سالم بن عوف، و هي أول جمعة صلاها في الإسلام و أول خطبة خطبها في الإسلام كما جزم به غير واحد و صاحب العيون.
و روى ابن إسحاق و البيهقي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت أول خطبة خطبها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بالمدينة، أنه قام فيهم، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد: أيّها النّاس فقدموا لأنفسكم تعلمنّ و اللّه ليصعقنّ أحدكم ثمّ ليدعنّ غنمه ليس لها راع ثمّ ليقولنّ له ربه ليس له ترجمان و لا حاجب، يحجبه دونه أ لم يأتك رسولي فبلغك و آتيتك مالا و أفضلت عليك، فما قدّمت لنفسك فلينظرنّ يمينا و شمالا فلا يرى شيئا، ثمّ لينظرنّ قدّامه فلا يرى غير جهنّم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النّار و لو بشقّ تمرة فليفعل، و من لم يجد فبكلمة طيّبة فإنّ بها يجزى الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف و السلام على رسول اللّه و (رحمه اللّه) و بركاته».
ثم خطب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- مرّة أخرى. فقال: «إنّ الحمد للّه، أحمده و أستعينه، نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أنّ لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إنّ أحسن الحديث كتاب اللّه تبارك و تعالى قد أفلح من زينه اللّه تعالى في قلبه و أدخله في الإسلام بعد الكفر، و اختاره على ما سواه من أحاديث الناس أنه أحسن الحديث و أبلغه أحبّوا من أحبّ اللّه، أحبوا اللّه من كل قلوبكم، و لا تملّوا كلام اللّه تعالى و ذكره، و لا تقس عنه قلوبكم، فإنه من كل ما يخلق اللّه يختار و يصطفي فقد سماه اللّه خيرته من الأعمال. و مصطفاه من العباد، و الصالح الحديث و من كل ما أوتي الناس من الحلال و الحرام [1]، فاعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و اتقوا اللّه حق تقاته، و اصدقوا اللّه صالح ما تقولون بأفواهكم، و تحابّوا بروح اللّه بينكم، فإنّ اللّه يغضب أن ينكث عهده، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته