responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 43

و روى ابن جرير عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحيّ، أنه بلغه عن خطبة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في أوّل جمعة صلّاها بالمدينة في بني سالم بن عمرو بن عوف:

«الحمد للّه أحمده و أستعينه و أستغفره و أستهديه و أومن به، و لا أكفره، و أعادي من يكفره، و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى و دين الحق و النور و الموعظة، على فترة من الرسل، و قلّة من العلم، و ضلالة من الناس و انقطاع من الزمان، و دنو من الساعة، و قرب من الأجل من يطع اللّه و رسوله فقد رشد، و من يعصهما فقد غوى و فرط و ضل ضلالا بعيدا، و أوصيكم بتقوى اللّه فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، و أن يأمره بتقوى اللّه- عز و جل- فاحذروا ما حذركم اللّه عز و جل من نفسه، و لا أفضل من ذلك نصيحة و لا أفضل من ذلك ذكرى و إنه تقوى لمن عمل به على وجل و مخافة، و عون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة، و من يصلح الذي بينه و بين اللّه تعالى من أمر السر و العلانية لا ينوي بذلك إلا وجه اللّه تعالى يكن له ذكرا، فإنه من يتق اللّه يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا، و من يطع اللّه و رسوله فقد فاز فوزا عظيما، و إن تقوى اللّه توقيّ مقته و توقي عقوبته، و توقي سخطه، و إنّ تقوى اللّه تبيّض الوجه، و ترضي الرّبّ، و ترفع الدّرجة، خذوا بحظّكم، و لا تفرّطوا في جنب اللّه، قد علّمكم اللّه كتابه، و نهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا و ليعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن اللّه إليكم و عادوا أعداءه و جاهدوا في اللّه حق جهاده هو اجتباكم و سماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة و لا قوة إلا باللّه، فأكثروا ذكر اللّه، و اعملوا لما بعد الموت، فإنّه من أصلح ما بينه و بين اللّه تعالى يكفه ما بينه و بين النّاس، ذلك بأنّ اللّه يقضي على النّاس، و لا يقضون عليه، و يملك من الناس و لا يملكون منه، اللّه أكبر و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» [1].

تنبيهات‌

الأوّل: قال في «الرّوض»:

قوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في خطبته‌ «أحبّوا اللّه من كلّ قلوبكم»

يريد أن يستغرق حب اللّه جميع أجزاء القلب، فيكون ذكره و عمله خارجا من قلبه خالصا للّه، و تقدم الكلام على محبة اللّه تعالى لعبده، و محبة العبد لربه في اسمه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- «حبيب اللّه».

و قوله:- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «لا تملّوا كلام اللّه تعالى و ذكره، فإنه من كل ما يخلق اللّه يختار و يصطفي».

قال السّهيلي: الهاء في قوله: «فإنه» لا يجوز أن تكون عائدة على كلام اللّه تعالى،


[1] قال الحافظ ابن كثير في البداية 3/ 212 و في السند إرسال.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست